صدفة أكاديمية تكشف عن واحدة من أندر الوثائق في العالم
أظهرت فحوص دقيقة أجريت مؤخرًا أن نسخة وثيقة "ماجنا كارتا" التي اشترتها جامعة هارفارد عام 1946 مقابل 20 جنيهًا إسترلينيًا فقط (27.50 دولارًا)، ليست نسخة مقلدة كما كان يُعتقد، بل واحدة من النسخ الأصلية النادرة التي تعود للقرون الوسطى، وتُقدّر قيمتها الحالية بنحو 16 مليون جنيه إسترليني.
وحسب تقرير نشره موقع "dailymail"، فإن الاكتشاف جاء بعد أن أجرى باحثون من جامعة كينجز كوليدج لندن وجامعة إيست أنجليا دراسة دقيقة للمخطوطة، ووجدوا أن الخطوط المستخدمة، وتنسيق الحروف، وقياسات الوثيقة (19.2 × 18.6 إنش)، تتطابق تمامًا مع النسخ الأصلية الست المعروفة.
واستخدمت مكتبة كلية الحقوق بجامعة هارفارد تقنيات تصوير متقدمة مثل الأشعة فوق البنفسجية والتصوير الطيفي، ما أكد تطابق النص بالكامل مع نصوص النسخ الأصلية من الوثيقة التاريخية.
اقرأ أيضًا: وثيقة نادرة عن تحدي قانون الطوابع في أمريكا للبيع في مزاد بـ 6 ملايين دولار
وثيقة تعود للملك إدوارد الأول في عام 1300
ورغم أن النسخة الأولى من "الماجنا كارتا" وُضعت عام 1215 على يد كبير أساقفة كانتربري نيابةً عن الملك جون، فإن النسخة التي امتلكتها هارفارد تعود لعام 1300، عندما أعاد الملك إدوارد الأول إصدار الوثيقة، التي ضمنت حرية الكنيسة، وتحديد الضرائب، وحق التقاضي أمام محاكم عادلة.
اقرأ أيضًا: وثيقة تاريخية نادرة تكشف عددًا من الأطعمة الملكية في السعودية
وقد بيعت الوثيقة في مزاد عام 1945، عبر اللواء الطيار فورستر "سامي" ماينارد، وهو طيار من الحرب العالمية الأولى، وقد اشتراها قسم القانون بجامعة هارفارد بوصفها "نسخة مصنوعة عام 1327، تعرضت لبعض الرطوبة والتلف".
لكن البروفسور ديفيد كاربنتر من كينجز كوليدج، وأثناء دراسته لنسخ غير رسمية من "الماجنا كارتا"، صادف النسخة الرقمية على موقع مكتبة هارفارد وبدأ يقارنها بالنسخ الأصلية، وسرعان ما انضم إليه البروفسور نيكولاس فينسنت من جامعة إيست أنجليا، ليؤكد الثنائي عبر تحليل تفصيلي أن الوثيقة أصلية.
ويرجح الباحثان أن تكون هذه النسخة هي الوثيقة الأصلية التي أُصدرت لبلدة أبلبي في ويستمورلاند، التي كانت دائرة برلمانية في العصور الوسطى.
فيما يُعد هذا الكشف من أهم الاكتشافات في التاريخ الدستوري، نظرًا لأن "الماجنا كارتا" تُعد حجر الزاوية في بناء مفاهيم الحرية والعدالة حول العالم.
