في استقبال ترامب.. السعودية تختار البنفسجي رمزًا للضيافة والتراث (فيديو)
في مشهد لافت شكّل بداية تحوّل في البروتوكولات الرسمية السعودية، استُقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال زيارته إلى المملكة، على سجادة بنفسجية بدلًا من السجاد الأحمر المعتاد. هذا التغيير الذي بدا حينها غير مألوف، لم يكن مجرد لمسة لونية، بل إعلانًا عن هوية ثقافية جديدة تتبنّاها السعودية، تدمج بين الأصالة البدوية والتجديد البصري العصري.
بدأت المملكة رسميًا اعتماد السجاد البنفسجي في مراسم الاستقبال منذ عام 2021، ضمن مبادرة مشتركة بين وزارة الثقافة والمراسم الملكية، ليكون اللون الجديد رمزًا للضيافة والجمال الطبيعي، مستوحًى من زهور الخزامى والريحان والعيهلان التي تنمو في صحراء المملكة خلال فصل الربيع. وقد جاء استقبال ترامب بهذا اللون إيذانًا بتحول رمزي حمل رسالة للعالم مفادها أن التراث السعودي يمكن أن يُعاد تقديمه بلغة عصرية راقية.
#فيديو | فخامة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية يصل المملكة في زيارة دولة، وسمو #ولي_العهد في مقدمة مستقبليه.#الرئيس_الأمريكي_في_المملكة#٩٢_عامًا_من_الشراكة_والازدهار#TrumpInKSA#واس pic.twitter.com/HahArABbLK
— واس الأخبار الملكية (@spagov) May 13, 2025
اللون البنفسجي... رمز للضيافة والحداثة
لم يكن الهدف من هذا التغيير تقديم مشهد جمالي فحسب، بل كان تأكيدًا على القيم السعودية الأصيلة مثل الكرم والترحيب، وذلك من خلال لغة بصرية تربط بين الأرض والإنسان؛ اللون البنفسجي هنا لا يحمل فقط رمزية الزهور، بل يعبّر أيضًا عن التحول الثقافي الذي تشهده المملكة ضمن مشاريع رؤية السعودية 2030، حيث الثقافة باتت في صلب التحولات التنموية والاجتماعية.
اقرأ أيضًا: قصر بالهواء.. نظرة داخل طائرة دونالد ترامب السابقة
وعلى جانبي السجاد، أضيفت تطريزات مستوحاة من حياكة "السدو"، وهي من أبرز الحرف التقليدية التي تعكس تاريخ البيئة البدوية في شبه الجزيرة العربية، وتُعد جزءًا من التراث غير المادي المسجل لدى هيئة التراث السعودية.
مشهد متكامل يروي قصة وطن
يمثل السجاد البنفسجي نموذجًا واضحًا لكيف يمكن للتراث أن يتجلّى في تفاصيل الحياة الرسمية الحديثة، بحيث لا تكون المراسم مجرد بروتوكول، بل وسيلة لإبراز الهوية الوطنية بأسلوب أنيق ومعبر؛ إنه مشهد يلتف فيه المستقبل بالخيوط القديمة، وتختلط فيه رائحة الصحراء برؤية التحديث والانفتاح، في رسالة ترحيب لا تُنسى.
