وجهات للهدوء والاسترخاء والتواصل مع الطبيعة.. سفر بمذاق أزهار الكرز

يتباهى إبريل بكونه الشهر المثالي للاستمتاع بالعطلات المميزة، إذ تستعيد الطبيعة في مثل هذا التوقيت من العام حيويتها في أماكن مختلفة من العالم، بعد أن تسللت إليها نسائم الربيع الساحرة، فغيرت الطقوس والأجواء، بينما خطت مشاهد رائعة بألوان لا تُضاهى، فيما لا يزال يفصلنا شهران كاملان عن بداية زحام الصيف، ما يعني تجنب الحشود والحرارة الملتهبة، فيما ننغمس بتجربة بطلها الهدوء، وعنوانها الاسترخاء والمتعة.

وبينما يأتي الربيع في نصف الكرة الأرضية الشمالي، وترتفع درجات الحرارة، إلا أنها لم تصل بعد إلى الذروة، كما لم تزدحم الوجهات السياحية، فيما تزدهر النباتات والطبيعة بإبداع. أما النصف الجنوبي فلا يزال خارج الموسم السياحي أيضًا، حيث يبلغ الخريف ذروته، بينما لا تزال درجات الحرارة لطيفة، ومن ثم إذا كنت محظوظًا بما يكفي لتتمكن من السفر في موسم الربيع هذا، فعليك التفكير في قائمتنا التالية، حيث اختارت "الرجل" بعض أفضل الوجهات في إبريل 2025.

اليابان

يعد شهر إبريل التوقيت المثالي لزيارة اليابان، حيث تنفجر أشجار البلاد بألوان الباستيل، خلال موسم أزهار الكرز، بينما تزدهر الحياة التي تبجل الطبيعة وجمال حدائقها، في معظم المدن اليابانية الساحرة مثل: يوشينو، كيوتو، نارا، طوكيو، فوجي، وساكورا التي تستضيف مهرجانًا شهيرًا لهذه الأزهار الرومانسية، وأوساكا التي تعجّ حدائقها بأكثر من 3000 شجرة كرز.

والحقيقة أن زيارة اليابان مناسبة في كل الأوقات من العام، فهي أرض الشمس المشرقة التي ستبهرك دائمًا بكل تفاصيلها، ورغم ذلك يظل لشهر إبريل أفضلية الربيع، ولكن يصعب القول على وجه اليقين متى ستكون الأزهار في ذروتها، فإذا اتخذت قرارك بمشاهدة مثل هذه اللوحة الطبيعية التي لا تُضاهى، ومشاهدة كيف تغير البلاد حلتها في مثل هذا التوقيت من العام، فإن عليك الانطلاق لزيارتها في أقرب وقت ممكن خلال إبريل، ما يضمن لك الاستمتاع بالاحتفالات والمهرجانات والأجواء الربيعية المبدعة، بينما تستكشف بعض من أشهر وأهم المعالم فيها، وبشكل خاص في أوساكا التي يمكنك اختبار جمالها الفريد سيرًا على الأقدام.

بينما تمنحك اليابان جرعة سياحية كاملة، لن تشعر معها بافتقاد أي من عناصر الاستمتاع الذي تسعى إليه، إذ تقدم المتعة والاسترخاء المغلف بفنون الضيافة في أفخم صورها، حيث الفنادق والملاذات المبدعة ذات الشهرة العالمية، والمشهد الطهوي الغني عن التعريف، والوجهات الساحرة التي يتعانق فيها الإبداع المعاصر والتقدم المذهل، مع الطبيعة الخلابة والعبق المتغلغل في أوصالها.

إسبانيا

بحلول شهر إبريل تتحول أجواء إسبانيا لتحتضن الطبيعة برومانسية، في: مدريد، فالنسيا، أستورياس، إشبيلية، مالقة وغيرها من علامات الأندلس الرائعة، وإذا كان التوقيت لا يزال مبكرًا لقضاء عطلة شاطئية في البحر الأبيض المتوسط، فإن البلاد تتباهى بامتلاكها لبدائل ساحرة، إذ يختلف الأمر بالنسبة لأرخبيلها الواقع على بُعد خطوات من الصحراء الكبرى، حيث تتربع جزر الكناري.

ففي هذا الشهر تتوافر فرصة للتنزه في درجات حرارة دافئة، بين تنوع كبيرٍ في المناظر الطبيعية سواء في البر الرئيس للبلاد أو على جزرها، التي تزهو بالتضاريس البركانية القاسية والوديان الأكثر خضرة، والعمارة التي تشعرك وكأنك في رحلة عبر الزمن، تتعرف خلالها على تاريخ فريد يبجل الفن والإبداع، بينما تستطيع دائمًا الاستمتاع بالجولات البرية والبحرية المميزة في أكثر معالمها شهرة.

بينما تستطيع الانغماس في الطبيعة في وقت تتفتح فيه الأزهار بمدريد، حيث الجو المعتدل المليء بالحيوية والنشاط، والذي يمثل التوقيت المثالي لزيارة بعض أهم معالم المدينة مثل  بلازا مايور، بويرتا ديل سول، حديقة ريتيرو، وإذا فكرت في زيارة المعارض الفنية، فستكون أقل ازدحامًا ما يجعل تجربتك أكثر متعة.

فيما يمثل اعتدال الطقس فرصة للقيام برحلات إلى طليطلة أو سيجوفيا، بينما يؤكد الخبراء أنه الوقت الأفضل للاستمتاع بإشبيلية، حيث الطقس الدافئ الهادئ، الممزوج بالاحتفالات والفعاليات الثقافية المختلفة، مع التعرف على بعض كنوزها، بينما تستمتع بمعالم البلاد الرائعة، وتختبر ملاذات الإقامة المدهشة من فئة الخمس نجوم.

فرنسا

لن تحتاج إلى الأغاني الشهيرة لتخبرك بأن زيارة فرنسا في إبريل متعة حقيقية، فبمجرد الوصول إلى العاصمة باريس ستلمس ذلك بنفسك، حيث ستشاهد كيف تخلصت من آثار الشتاء، بينما تتابع مهرجان "فور دو ترون" العريق وماراثون باريس، وفيما لا يزال من الممكن هطول الأمطار، لكن التنزه في حدائق المدينة وعلى ضفاف نهر السين لن يكون تحت الأغصان العارية، كما لا يزال موسم الذروة السياحية على بُعد شهرين، بينما تسود أجواء الربيع في دوائر حديقتي النباتات ولوكسمبورج.

أما إذا أردت مضاعفة المتعة، فيمكنك تجربة الاستمتاع بمدن مثالية للزيارة في مثل هذا التوقيت من العام، مثل: مونت سان ميشيل، أفينيون، تولوز، وغيرها من مدن فرنسا التي تشكل قائمة طويلة من الوجهات المبدعة الممتدة، بينما يمكنك اختبار تجربة مختلفة بالتعرف على مدنها الخيالية في غير التوقيت المتعارف عليه لزيارتها، مثل شاموني التي تقع على سفح جبل أسفل "مونت بلان" مباشرةً.

ففي مثل هذا التوقيت يسود الهدوء بعد أن قلت الحشود بمجرد ذوبان الثلوج، لتستمع بخصوصيتك بينما تستكشف معالم المدينة المتفردة، حيث القمم المتعرجة والأنهار الجليدية المبهرة التي تتدفق إلى المدينة، كنهر "مير دي جلاس" الشهير.

بينما تضم البلاد مجموعة واسعة من المنتجعات، وملاذات الاسترخاء المتفردة التي يصعب الاختيار من بينها لتنافسها من حيث الروعة، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث تتباهى فرنسا دائمًا بجمعها للعلامات الفاخرة، وخيارات التسوق من متاجرها التي لا تُحصى.

اقرأ أيضًا: اكتشف باريس الخفية: وجهات لا يعرفها سوى السكان المحليين

جزر المالديف

عندما يتعلق الأمر بالاسترخاء الممتع، فلا بُد أن تبرز جزر المالديف إلى الواجهة، حيث المزيج المدهش من الطبيعة الساحرة، والهدوء الآسر، والمغامرات المثيرة، التي تؤطرها أجواء خاصة تميز تلك الوجهة الفريدة وتمنحها روعتها، بينما يبدو تداخل التأثيرات من الصين وماليزيا وإندونيسيا وإفريقيا والعالم العربي في ثقافتها.

وبعيدًا عن كون هذه الدولة الجزرية مثالية للزيارة والسياحة على مدار العام، فإن شهر إبريل يعد وقتًا رائعًا للاستمتاع بأجوائها المختلفة، بعيدًا عن الصخب الكبير الذي تشهده الفترة الممتدة من نوفمبر حتى فبراير، ومن ثم ستكون لديك وأسرتك فرصة لاختبار قدر من الخصوصية، في درجة حرارة مناسبة، بينما تشاهد أسماك المانتا والقرش، وتتأمل في هدوء رائع الطبيعة الساحرة من حولك، حيث المياه الفيروزية والسماء الصافية التي تحيط كوخك الخشبي، لتجعله صفحة من حكاية خيالية تدور أحداثها في المحيط، مع وجود ما يقرب من 200 جزيرة سياحية، توفر كل مقومات ومستلزمات الإقامة الفاخرة، بالإضافة إلى الجزر المأهولة بالسكان والثقافة والتراث الغني.

في هذا التوقيت من العام يكون هطول الأمطار قليلًا ودرجات الحرارة دافئة، ونظرًا لأن كل منتجع هنا يسكن جزيرته الخاصة، فلن تضطر إلى التعامل مع نفس كثافة الحشود كما قد يحدث خلال موسم الذروة في وجهات استوائية أخرى، حيث يمكنك التحقق من عدد الفيلات أو الشاليهات والأكواخ المتاحة، وحجم الجزيرة قبل أن تذهب، حتى تتمكن من الحصول على فكرة عن مدى هدوء الجزيرة وملاءمتها بالنسبة لخططك.