المخرج منصور أسد لـ"الرجل": حرية التفكير ثيمة أفلامي.. والسينما شغفٌ كبير لا يتوقف
منصور أسد واحد من المخرجين الشباب في المملكة دفعه فضوله للتعلم الذاتي واكتشاف ما حوله. ومع الوقت تحول الفضول إلى شغف لا يتوقف، وانطلق عام 2008 بوصفه مخرجًا ومحررًا لأفلام سينمائية، وعمل مع هيئة الأفلام السعودية بوزارة الثقافة في برنامج زيارة كبار الشخصيات بصفته خبيرًا في مجال صناعة الأفلام. عُرض فيلمه "عبد" في صالات السينمائية الخليجية والسعودية، وترشح لجائزة Joy Awards لعام 2024 لفئة أفضل فيلم وأفضل ممثلين، وحاز جائزة أفضل سيناريو وأفضل مونتاج بمهرجان أفلام السعودية عن فيلم "عبد" عام 2023، كما فاز بجائزة mbc عن فيلم الخيال العلمي "صقر العلا"، وحصل على ست جوائز عالمية و3 ترشيحات عن فيلم "أرض القبول"، ويعمل حاليًّا على فيلمه الطويل القادم "المدفون". نتعرف على جوانب مختلفة من تجربته في هذا اللقاء.
شغف البدايات
نود أن تحدثنا عن تجربتك في إخراج الأفلام السينمائية كيف بدأت؟
كنت مهتمًّا جدًّا منذ الصغر عندما كان عمري 6 سنوات باختلاف المشاعر تجاه المشاهد، وشغلتني إذا ما كانت حقيقية أم لا. مثلًا مشهد في قناة إخبارية عن حرب أو مشاهد الدم دائمًا ما كانت تشعرني بالحزن، وأي مشهد حرب أو دمار في الفيلم كان يشعرني بالحماس. وهنا كانت نقطة البداية في البحث عن السبب؛ لماذا أشعر بهذا الاختلاف؟ بسبب فضولي وحبي لتعلم طريقة عمل الأشياء من حولي. وتحول هذا الفضول مع الوقت إلى شغف كبير لا يتوقف، وتعلمت صناعة الأفلام من خلال التعليم الذاتي والتجارب التي خضتها، وانطلقت عام 2008، وبدأت بتجارب إخراجية بسيطة حتى وصلت لما وصلت إليه اليوم.
هل تأثرت أعمالك بأحد من المخرجين العالميين أو المحليين ومن تعتبره قدوتك؟
بالطبع تأثرت أعمالي بالمخرج كريستوفر نولان من ناحية الإخراج الخيالي، ومن ناحية أخرى استلهمت مؤخرًا من الكاتب فينس غيلغن الكتابة بتفاصيل منطقية.
حرية التفكير
ما الذي يميزك عن المخرجين الآخرين؟ وكيف تمكنت من عكس إحساسك على أعمالك؟
أظن المميز في أعمالي أنها تتحدث عن المشاهدين، لكن سأجيب على أي حال هو اهتمامي بموضوع معين في أفلامي، وهو حرية التفكير، وعدم الانصياع للمجتمع بطريقة ممتعة.
فاز فيلمك (عبد) بعدة جوائز.. كيف كانت ردة فعل المجتمع السعودي عند عرضه؟ وهل أسهمت الجوائز في إثراء تجربتك الفنية؟
فاز فيلم (عبد) في صالات السينما الخليجية والسعودية، وترشح لجائزة Joy Awards لعام 2024، لفئة "أفضل فيلم" وأفضل "ممثلين"، كما فاز في مهرجان أفلام السعودية، وحصد جائزة فئة "أفضل فيلم" وجائزة "أفضل مونتاج" وجائزة "أفضل سيناريو"، وحصل الفيلم على الدعم من صندوق البحر الأحمر، وجرى إنتاجه بميزانية بسيطة مقارنة بصناعة الأفلام. وفيلم (عبد) يعتبر أول فيلم خيال علمي سعودي في السينما السعودية بنجوم سعوديين.
تحديات ودعم
ما التحديات التي واجهتها وكيف تغلبت عليها؟
الكثير من التحديات تبدأ بعدم فهمي الكامل في عملية إنتاج الفيلم الطويل إلى شبه انعدام الميزانية عند الإنتاج، لكن التجربة كانت أكبر دورة شخصية يمكن أن أتعلم منها.
ممن تلقيت الدعم والتشجيع؟
تلقيت الدعم والتشجيع في فيلم "عبد" من مهرجان البحر الأحمر الدولي، وعدة منتجين منهم: فيصل بالطيور ولينة عبد العزيز وعبد العزيز الموينع، وبالتأكيد فريق العمل الذين شاركوا بكل ما لديهم رغم قلة الإمكانيات.
اقرأ ايضًا: الفنان فايز جريس لـ"الرجل": أشجع "الهلال".. وأدعو للإغراق في المحلية
تنمية المواهب
حدثنا عن فيلمك "صقر العلا "لماذا تغير اسمه إلى "مدفون"؟
فيلمي "صقر العلا" من أفلام الخيال العلمي ويدور الفيلم حول الصقور الأثرية في مدينة العلا، ويبدأ بأحداث واقعية من تكسير جماعة متعصبة لهذا الإرث الكبير، وقد حاز الفيلم عدة جوائز، منها منحة تطوير النص من منصة شاهِد وMbc Academy في مهرجان أفلام السعودية عام 2023، ومنصة "شاهد" في مرحلة تطوير النص بمبلغ 230 ألف ريال سعودي.
وعلامَ تعتمد عند اختيارك فريق العمل؟
أعتمد في اختياري لفريق العمل على قدرة الممثلين وطاقم العمل، والتأكد من أن شخصيات الممثلين تكون صادقة مع السيناريو، ودفعهم لتقديم أفضل ما لديهم وتنمية مواهبهم أيضًا، والإشراف على جميع العناصر الفنية.
أفلام برؤية حديثة
كيف تقيم المشهد السينمائي في السعودية في الوقت الراهن؟
السعودية أنتجت عدة أفلام من بداية افتتاح السينما حتى الآن، والمشهد السينمائي في السعودية حاليًّا يواكب رؤية 2030 التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظهما الله- وأظن أنه حان الوقت أخيرًا للاستفادة من الخبرات السابقة لصناع الأفلام بالسعودية، لإنتاج أفلام جديدة برؤية حديثة، وأرى ضرورة تقديم الدعم للمواهب الشابة وتشجيعها للارتقاء بهذه الصناعة، كما أعتقد أن افتتاح صالات عرض سينمائية بمختلف مناطق المملكة سوف يثري الساحة الفنية والثقافية وينعكس على المجتمع.
قضايا ثقيلة وممتعة
ما أهم القضايا التي تتمنى أن تتناولها في أفلامك القادمة؟
القضايا التي أتمنى أن أتناولها في أفلامي القادمة، هي حرية التعبير والتضارب المعرفي وهي قضايا قد تبدو ثقيلة، لكن تناولها بشكل مسلٍّ وخفيف هنا تكمن الصعوبة الممتعة.
بصفتك مخرجًا شابًّا ماذا يعني لك استمرار مهرجان البحر الأحمر السينمائي؟
المهرجان فرصة قوية تجمع صناع الأفلام بالمنتجين وتذكرنا لماذا نحن نصنع الأفلام منذ البداية، وبالنسبة للصناع هو ملتقى لزملاء وأصدقاء المهنة وتبادل الخبرات، وبالنسبة للجمهور هو مكان للتعبير عن آرائهم سواء للمخرج أو الكاتب أو الممثل المفضل له. والميزة الكبرى إمكانية التعديل والاستفادة من تعليقات النقاد والجمهور قبل نزولها للسينما أو باقي المنصات ليراها المشاهدون.
