كيف صنعت Pagani أسطورتها وتفوّقت على الكبار؟

في عالم التميز الميكانيكي، كي تقوم بإنشاء علامة راقية توفر منتجات ذات قيمة عالية، لا يكفي أن ترسم تصميمًا ذكيًا تعززه بمواد عالية الجودة، ومواصفات هندسية متفوقة، كي تحصل على سيارة تستطيع الوقوف بفخر إلى جانب منافسات من عيار Bugatti، Porsche، Lamborghini أو Ferrari، بل تحتاج أيضًا إلى لعناصر الرئيسية التي جعلت هذه العلامات أساطير في عالم السيارات، أي التاريخ، الإرث، الانتصارات، وطبعًا والأهم الصورة الانطباعية التي تتجسد في مخيلة كل شخص عندما تذكر علامة من هذه العلامات، تلك الصورة التي تختصر كل العناصر التي ذُكرت هنا حتى الآن، والتي بدأت بالتصميم الذكي ولم تنتهِ مع الانتصارات.

فعلى سبيل المثال، وإن كان في قطاع مختلف عن قطاع السيارات الرياضية الخارقة، تتمتع سيارات تسلا Tesla بحلول تقنية وهندسية فائقة التطور، معززة بإمكانيات قد تتخطى حدود المألوف، إلا أنها تفتقر لعناصر التميز التي تسمح لها أن تتنافس جديًا مع نظيراتها الكهربائيات، التي توفرها صناعة السيارات الأوروبية.

ولكن هناك صانعًا واحدًا تمكّن من تأسيس مكانة مرموقة له في عالم التميز الميكانيكي، دون الاتكال لا على التاريخ ولا على الرياضة الميكانيكية بالأساس، كي يحاول نيل الانتصارات، هذا الصانع هو باجاني Pagani، الذي تمكن خلال فترة وجيزة من أن يلفت انتباه جامعي السيارات الاستثنائية، ثم خطب ودهم، فكيف تمكن من ذلك؟ 

الإجابة هي باختصار كونه اعتمد على خبرة اكتسبها المؤسس هوارسيو باجاني خلال سنوات عمله لدى لامبورجيني Lamborghini، وعلى الإرث الفني لإيطاليا بلاد الفنون الجميلة، خاصةً مع طراز Utopia الأحدث من Pagani، والذي يخيل للمرء بأنه من تصميم ليوناردو دافينشي، وإن أبصر النور بعد أكثر من 500 عامًا على رحيل عبقري عصر النهضة الإيطالية.

ولكي نعزز ما تقدم، لا بد لنا من استعراض سيارات Pagani التي ألهبت عشاق التحف الميكانيكية الأصيلة منذ العام 1999 حتى اليوم، وهي على الشكل التالي:

Pagani Zonda

أبصرت النور في العام 1999، من خلال معرض جنيف للسيارات، ورغم أنّ هذا المعرض تحديدًا كان يعد المنصة الأولى التي تخطر على بال أي صانع سيارات رياضية خارقة، يرغب بعرض أحدث منتجاته، سواء على صعيد الصانعين الكبار المعروفين والذين ينتظرهم الجميع، أو على صعيد الصانعين الصغار الذين لا يكترث أحد لهم، إلا أنّ تصميم زوندا المميز المدعوم بحرفية عالية وجدية في الإنتاج، سمح لها بأن تُصنّف مباشرةً على أنها منافس للسيارات القادمة من صانعين كبار، ومنذ ذلك الوقت وPagani تُعتبر من الصانعين المعترف بهم على مستوى العالم.

وبالإضافة إلى التصميم المميز الذي لا يتشابه مع أحد، والذي ساهم برفع أهمية Pagani بفترة وجيزة، صُنع جسم Zonda وهيكلها من مواد مركبة خفيفة الوزن، كألياف الكربون والتيتانيوم ما ساهم بتعزيز الأداء والسلامة، أما ميكانيكيًا، فأتت زوندا بمحرك مستعار من AMG يتألف من 12 أسطوانة سعة 6.0 لتر.

Pagani Huayra

في مقابل الاستقبال المفعم بالشك الذي واجهته Zonda عند إطلاقها، والذي كان سببه أنها من علامة تجارية غير معروفة، وأنها مجرد محاولة لن يُكتب لها النجاح في عالم السيارات الرياضية عالية الأداء، بعد تجارب غير موفقة لسيارات من عيار Bugatti EB110 (حقبة رومانو أرتيولي التي لم تستمر طويلاً)، أو Cizeta Moroder التي رسم خطوطها المصمم الإيطالي الكبير مارسيللو جانديني، استقبلت أسواق السيارات الرياضية الفائقة الأداء والحصرية طراز Huayra استقبال الأبطال.

وبالإضافة إلى التصميم الذي يُبرز الجمال والأداء العملي، عززت Pagani ثاني سياراتها بديناميكية هوائية متطورة، مع مساعدات هوائية نشطة تشمل جنيحات صغيرة مثبتة على الغطاء الأمامي، وجناحًا خلفيًا قابلين للتعديل تلقائيًا حسب السرعة والانعطاف وظروف القيادة، الأمر الذي ساعد على تحسين مستويات ضغط الهواء من الأعلى إلى الأسفل بشكلٍ يرفعه أو يخفضه على كل جانب من جوانب السيارة تبعًا لظروف القيادة.

اقرأ أيضًا: أداء إيطالي وأناقة فرنسية.. سيارة Pagani Huayra Hermes Edition

Pagani Utopia

مع Utopia حافظت Pagani على قيمها في عالم السيارات الخارقة، مع سيارة تتمتع بتصميم خارجي رائع وحرفية استثنائية، خاصةً أنّ خطوطها الخارجية جاءت ناعمة وأنيقة، ولكن مع لمسة عظمة إيطالية تجعلها تبدو وكأنها من بنات أفكار ليوناردو دافينشي، إذ إنها تحمل الكثير من السمات التي تجمعها بالابتكارات التي رسم الفنان والعالم الإيطالي الشهير خطوطها العريضة.

جُهزت السيارة بمحرك يتألف من 12 أسطوانة، سعة 4.0 لتر مع شاحن هواء توربو مزدوج، طُوّر بالتعاون Mercedes AMG، وهو يُولّد قوة تبلغ حوالي 852 حصانًا، ويتصل بخيار من علبة تروس يدوية أو أوتوماتيكية.