شهب القيثاريات واقتران نادر يزينان سماء أبريل 2025
يُعد شهر أبريل من أبرز أشهر السنة الفلكية، حيث يشهد عددًا من الظواهر التي تضيء السماء وتلفت أنظار المهتمين بعلم الفلك، وعلى رأسها اختفاء كوكبات الشتاء، وظهور كوكبات الربيع، إلى جانب اقترانات كوكبية نادرة وزخات شهب مبهرة.
وبحسب المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، فإن شهر أبريل يرمز لتغير موسمي واضح في الخريطة السماوية، حيث تبدأ كوكبات الشتاء مثل كوكبة الجوزاء في الاختفاء غربًا، بينما تشرق كوكبات الربيع شرقًا، لتمنح سماء الليل مشاهد متجددة.
البدر الوردي في 13 أبريل
يكتمل القمر في 13 أبريل، ويُعرف فلكيًا باسم البدر الوردي، وهو لا يشير إلى تغير في لونه، إذ تعود أصل التسمية إلى زهور الربيع التي تتفتح بالتزامن مع ظهوره.
ويؤثر البدر على جودة الرصد الفلكي، إذ يحجب نوره الأجسام السماوية الخافتة كالسُدم والمجرات، لكن مع دخول النصف الثاني من الشهر، تصبح السماء أكثر ظلمة في بداية المساء، ما يحسّن من فرص الرصد.
ذروة شهب القيثاريات صباح 23 أبريل
تبلغ شهب القيثاريات ذروتها في الساعات الأولى من فجر 23 أبريل، حيث يُتوقع مشاهدة نحو 20 شهابًا في الساعة، تنطلق من كوكبة القيثارة، التي يتألق فيها نجم النسر.
ويعود أصل هذه الزخات إلى مرور الأرض عبر بقايا مذنب تاتشر، الذي زار المجموعة الشمسية آخر مرة في القرن التاسع عشر، ويُعد هذا العام مثاليًا للرصد، إذ يتزامن مع طور الهلال المتناقص، ما يقلل من تأثير ضوء القمر على الرؤية.
ولضمان مشاهدة مثالية، يُنصح بالابتعاد عن التلوث الضوئي في المدن، واختيار مواقع مفتوحة ذات سماء صافية.
رحيل الجوزاء وبروز الأسد
تبدأ كوكبة الجوزاء في التواري عن الأنظار مع انتهاء أبريل، ولن تُشاهد مجددًا مساءً حتى أواخر الخريف، بينما يظهر سديم الجبار –أحد أبرز معالمها – بشكل ضبابي، ويمكن رؤيته بوضوح أكبر باستخدام تلسكوب متوسط الحجم.
في المقابل، تبرز كوكبة الأسد بشكل أوضح في سماء النصف الشمالي من الكرة الأرضية، ويُعد نجم قلب الأسد من أبرز نجومها، ويمكن لمحبي الرصد تمييز ثلاثية مجرات الأسد، وهي مجموعة مدهشة من المجرات الحلزونية تبعد نحو 35 مليون سنة ضوئية.
اقرأ أيضًا: من أوكسفورد إلى الفضاء.. رحلة فلك تجسّد حلم علمي سعودي
لقاء القمر والزهرة
تشهد سماء الليل في 24 و25 أبريل مشهدًا جماليًا، حيث يظهر هلال القمر المتناقص إلى جانب كوكب الزهرة في الأفق الشرقي عند الشفق الصباحي.
كما يقترب كوكب المريخ في نهاية الشهر من العنقود النجمي المعروف باسم خلية النحل، ما يوفّر مشهدًا فلكيًا فريدًا يمكن رصده باستخدام المناظير أو التلسكوبات الصغيرة.
