4 كتب تعطيك مفاتيح بسيطة لتغيير كبير.. اخترع بداية ملهمة لعامك الجديد

مع انطواء صفحة العام السابق بكل تفاصيله وتحدياته، نجد أنفسنا على أعتاب عام جديد، يثير تساؤلات حول كيفية استقباله والتعامل معه. هل نختار الوقوف مكتوفي الأيدي، متأملين في الصعوبات المحيطة بنا؟ أم نستعد بحماس لتبني رؤية إيجابية جديدة تمنحنا دفعة نحو التغيير؟
الإجابة ليست معقدة، فجميعنا نسعى إلى حياة أكثر إشراقًا وتنظيمًا وسعادة. لكن كيف يمكن تحقيق ذلك وسط عالم يزداد تعقيدًا وسرعة؟ ولماذا يُعد التفاؤل مفتاحًا لهذا التحول؟ هذه الأسئلة لا تزال محط اهتمام المفكرين، الذين استعرضوا في مؤلفاتهم وسائل تعزيز التفاؤل كنهج حياتي ووسيلة فعالة لمواجهة التحديات، بما يجعلها مصدر إلهام لأي شخص يتطلع لبدء عام جديد برؤية متجددة وأمل لا ينضب.
The Bright Side: How Optimists Change the World, and How You Can Be One
الجانب المشرق: كيف يغير المتفائلون العالم، وكيف يمكنك أن تكون واحدًا منهم؟
الكاتب: سوميت بول تشودري

خلال العقود القليلة الماضية دعم علماء النفس فلسفة ممارسة التفاؤل، ورغم اعتقاد البعض صعوبة السير على هذا النهج وسط عالم مليء بالأزمات، إلا أن للعلم رأيًا آخر، يبتعد بشدة عن موجات التشاؤم، ولكن كيف يمكننا أن نظل متفائلين؟ والأهم، لماذا يجب علينا ذلك؟
الكتاب المعروض يجيب على هذه الأسئلة الملحة، بمهارة تجمع بين العلم والفلسفة والثقافة، مؤكدًا أن التفاؤل ليس ضروريًا للتغلب على التحديات التي نواجهها فحسب، بل إنه أساسي لرفاهية الإنسان، فيما يستعين بمجموعة واسعة من الأدلة، بدءًا من علم الأحياء إلى التاريخ والاقتصاد وصولًا إلى الأرصاد الجوية، بينما يتعمق في جذور التفاؤل، ويفحص تأثيره على الصحة العقلية والنجاح المهني، ويناقش سبب امتلاكه لقوة هائلة.
كما يوضح الجانب المشرق، المتمثل في كيفية تطبيق مبادئ التفاؤل للتعامل مع الأزمات البيئية والذكاء الاصطناعي والتغيير الاجتماعي، من خلال نماذج لشخصيات ملهمة حول العالم، حيث يعد التفاؤل منارة توفر الجانب المشرق لعدستنا، لنرى من خلالها التحديات التي نواجهها بوضوح أكبر، كما يوفر أدوات لحلها ولخلق مستقبل أفضل.
ومن ثم يحول الكتاب التفاؤل من فكرة رقيقة، إلى طريقة منضبطة وفعالة لمواجهة أصعب التحديات، فيما يوضح كيفية العثور بداخلنا على خيال وأمل، تدعمه مراجعة تاريخية تثبت أن المتفائلين هم الذين يغيرون العالم للأفضل، ومن ثم فإن التفاؤل ضرورة لتغيير نفسك بما ينعكس على تغيير العالم من حولك.
Our New Social Life: Science-Backed Strategies for Creating Meaningful Connection
حياتنا الاجتماعية الجديدة: استراتيجيات مدعومة علميًّا لإنشاء علاقات ذات معنى
الكاتب: د. جيمي كورتز، د. ناتالي كير

يتكامل هذا الكتاب مع مفهوم إعادة تنظيم حياتك بنظرة متفائلة، إذ يُعد مقدمة رائعة لعلم الاتصال، الذي سيعمل في نهاية المطاف على تحسين حياتك الاجتماعية، ويؤدي إلى علاقات أفضل، تستقبل بها عامك الجديد، في عالم يبدو فيه كل شيء وكأنه يتحول في لمح البصر.
لقد قام المؤلفان، وكلاهما أستاذ في علم النفس وخبير في الاتصال الاجتماعي والسعادة، بمناقشة الأبحاث الحديثة والكلاسيكية، حول كيفية تمكن الناس من تلبية احتياجاتهم الاجتماعية في العالم الحديث، وكيف يمكنهم التغلب على الحواجز المحتملة للتفاعل مع الآخرين، فيما يوفر توازنًا بين عرض النتائج العلمية والنصائح والأمثلة القصصية، ما يجعله يبدو كمرجع أكاديمي يثير اهتمام العامة، بينما يوجهنا نحو مهارات للتغلب على هذه التحديات، معتمدًا على عقود من البحث.
وسواء كانت هناك حواجز تحول دون التواصل، نتيجة للحياة الحديثة، مثل: تشتيت انتباهنا بأجهزة العصر، والشعور بالإرهاق، والعيش بعيدًا عن أحبائنا، أو كانت أكثر خلودًا مثل: عدم معرفة كيفية التواصل، وسوء فهم أفكار ومشاعر الآخرين، والاستخفاف بلحظات العزلة، وغيرها، يقدم الكتاب الأمل، بينما يشجع على التمتع بحياة اجتماعية أكثر حيوية وتفاؤلًا، فقط عليك أن تبدأ، فليس هناك عمر محدد لا يمكن تجاوزه للانطلاق.
إنه تذكير بأن إنسانيتنا تزدهر من خلال تكوين الروابط والحفاظ عليها، فيما يوفر ترياقًا لوباء الوحدة، كدليل يمزج بين العلم المتطور والحكمة العملية لمساعدة أي شخص يعاني العزلة والعلاقات غير المرضية.
Beyond Anxiety: Curiosity, Creativity, and Finding Your Life's Purpose
ما وراء القلق: الفضول والإبداع وإيجاد هدف حياتك
الكاتب: د. مارثا بيك

يشرح الكتاب أسباب ارتفاع القلق من حولك، وربما بداخلك، فيما يقدم طرقًا ليس لتقليل قلقك فحسب، ولكن لاستخدامه أيضًا كمحفز، يدفعك إلى حياة مليئة بالسلام والمعنى والتفاؤل، حيث سعت الكاتبة إلى تقديم وصفة رائعة، باستخدام مزيج من أحدث علوم الأعصاب وعلم الاجتماع، لتشرح كيف تميل أدمغتنا إلى التعثر في "دوامة القلق".
وللخروج من هذه الدوامة، علينا إشراك أجزاء مختلفة من نظامنا العصبي، وهي الأجزاء المشاركة في الإبداع، ومن ثم تقدم إرشادات حول كيفية الانخراط في "دوامة الإبداع"، في عملية لا تؤدي إلى إيقاف القلق فحسب، بل إلى حل المشكلات بطريقة مبتكرة، والشعور بالمعنى والاتصال الحميمي بالعالم أيضًا، فليس الهدف القضاء على المشاعر السلبية فحسب، بل فهمها والتعلم منها والنمو، وهو التحول الذي يمكن أن يغير حياتك، فعكس القلق يؤدي لأسلوب حياة جديد رائع، يمتلك القدرة على تهدئتنا وإلهامنا كأفراد، ومساعدتنا في أن نصبح مصدرًا للشفاء والتفاؤل.
وبفضل حس الكاتبة الفكاهي المميز، وذكائها ومهاراتها البحثية، وتفكيرها الذي يركز على الجوانب الأكثر تفاؤلًا في الحياة، اكتشفت حلولًا حقيقية في الحياة الواقعية لآفة عقلية مروعة، فجلبت تلك النظرة المتفائلة لكثيرين، بإمكانية إيقاف استنزافنا العقلي والبدني من القلق، ومن ثم البدء من جديد، والانطلاق نحو تنظيم الحياة بشيء من الإبداع المقصود، والفضول في صورته الأكثر إشراقًا، من خلال ممارسة نهج متعدد الطبقات يقود إلى كيفية التحكم في عالمك الداخلي والخارجي.
اقرأ أيضًا: 4 كتب تهزم كآبة الشتاء: كيف تتجنب الاضطراب العاطفي الموسمي؟
Tidy Up Your Life: Rethinking How to Organize, Declutter, and Make Space for What Matters Most
نظّم حياتك: إعادة التفكير في كيفية التنظيم والتخلص من الفوضى وإفساح المجال للأشياء الأكثر أهمية
الكاتب: تايلر مور

للوهلة الأولى يبدو هذا الكتاب اجتماعيًّا، إلا أنه يتناول مفاهيم أعمق مما يوحيه عنوانه، إذ يساعدك في أن تبدأ خطواتك الأولى لتنظيم حياتك بشكل هادف، حتى لا تكون هذه الحياة مثل خزانة الملابس غير المنظمة، أو المزدحمة بشكل مفرط خلف أبواب تبدو في ظاهرها مرتبة ومغلقة.
يستعرض الكاتب، وهو تيك توكر شهير، تجربته عندما انتبه إلى ذلك، وكيف شرع في تفريغ الفوضى الجسدية والعاطفية من حوله، إلى أن نجح في ترتيب حياته بشكل رائع، إذ اهتم بما هو أكثر من الجماليات، بينما عمل على إزالة الفوضى، وهنا صار قادرًا على رؤية الأمور بشكل أكثر وضوحًا، كما أصبح قادرًا على ابتكار أنظمة وإحداث اختراقات جلبت النظام إلى حياته، وانعكست على كل خطواته التي أصبحت أكثر تفاؤلًا، لدرجة أهلته إلى نقل هذه التجربة للآخرين.
واستنادًا إلى خبرة "مور" في الصعود والهبوط اليومي في تربية الأبناء وإدارة المنزل والتوازن بين العمل والحياة، يتضمن كتاب "رتب حياتك" عدة محاور، تضم: كيفية تحديد ما هو مهم حقًّا من الناحية العاطفية والجسدية بالنسبة لك وللأشخاص الذين يشاركونك المساحة الخاصة بك، وكيفية الوصول إلى تعريفك للاكتفاء وتقدير ما لديك بالفعل، مع إيجاد الترتيب الدائم والسهل للأولويات، لتخفيف بعض الأعباء العقلية والجسدية، مع نصائح لوضع جداول تقلل من حملك العقلي، وبشكل خاص فيما يتعلق بالأبناء وإدارة الإجهاد الناتج عنهم.