العمل والأرق.. كيف تؤثر طبيعة وظيفتك على جودة نومك وصحتك؟

كشفت دراسة حديثة، أن الوظائف التي تتطلب حركة قليلة تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالأرق، ويمثل العاملون في هذه الوظائف، الذين يشكلون نحو 80% من القوى العاملة بالولايات المتحدة، شريحة كبيرة معرضة لهذه المشكلة.
تأثير تصميم الوظيفة على النوم
وفي الدراسة التي نشرت في مجلة "علم نفس الصحة المهنية"، حلل الباحثون بيانات أكثر من ألف عامل على مدى عشر سنوات، في إطار دراسة وطنية بالولايات المتحدة.
وركزت الدراسة على العلاقة بين تصميم الوظائف وصحة النوم، مع مراعاة عوامل مثل التكنولوجيا المستخدمة، مستويات النشاط البدني، وجداول العمل. استخدم الباحثون ستة مؤشرات لتقييم صحة النوم: مدة النوم، انتظامه، أعراض الأرق، عادات القيلولة، التعب أثناء النهار، والوقت اللازم للاستغراق في النوم.
وصنف المشاركون إلى ثلاث فئات، وهم: الأشخاص الذين ينامون جيدًا بحيث يتمتعون بدورات نوم منتظمة مع مستويات منخفضة من التعب، والأشخاص الذين يعانون الأرق وهم الذين يعانون من نوم قصير وغير منتظم، مع إرهاق خلال النهار، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يعوضون نقص النوم بحيث يعتمدون على القيلولة أو النوم الإضافي خلال العطلات لتعويض اضطرابات النوم.
اقرأ أيضًا: 4 تقنيات تساعد على النوم السريع لمن يعانون الأرق
وأظهرت الدراسة أن العمال الليليين، الذين يعملون وفق جداول غير تقليدية، كانوا أكثر عرضة بنسبة 66% لتطوير عادات تعويض النوم بسبب طبيعة عملهم.
الأرق وتداعياته الصحية
وبينت النتائج أن أنماط النوم السيئة المرتبطة بطبيعة الوظيفة قد تستمر لعقد كامل. وواجه 90% من الأشخاص الذين يعانون الأرق أعراضًا طويلة الأمد، مما زاد من خطر تعرضهم لأمراض خطيرة مثل القلب والأوعية الدموية، والسكري، والاكتئاب، وضعف المناعة بنسبة تتراوح بين 72% و188%.
استراتيجيات لتحسين النوم
ورغم صعوبة تعديل المهن بما يناسب احتياجات النوم، أشارت الدراسة إلى أهمية إجراء تغييرات صغيرة لتحسين جودة الحياة، وتشمل هذه التعديلات أخذ فترات راحة قصيرة خلال العمل للتحرك، إلى جانب تحديد ساعات عمل ثابتة لتجنب الإرهاق الليلي.
كما أشارت الدراسة لتجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم، أو على الأقل استخدام مرشحات الضوء الأزرق، وبالنسبة للعمال الليليين، يمكن أن يساعد التعرض للضوء في إعادة ضبط الساعة البيولوجية.