دراسة حديثة: إصابات الرأس قد تعيد تنشيط فيروسات كامنة بالدماغ!

كشفت دراسة جديدة عن علاقة محتملة بين إصابات الرأس وتنشيط الفيروسات الكامنة في الدماغ، وهي ظاهرة قد تساهم في تطور الأمراض العصبية التنكسية مثل مرض "ألزهايمر".
وأظهرت دراسة أجريت باستخدام "أدمغة صغيرة" من الخلايا الجذعية، أن إصابة أنسجة الدماغ قد تساهم في إعادة تنشيط عدوى فيروس "الهربس البسيط 1"، حتى بعد أن أوقفها الجهاز المناعي في وقت سابق.
ورغم أن الأدمغة الصغيرة المستخدمة في التجربة لا تعد نموذجًا مثاليًا للدماغ البشري، فقد أظهرت تفاعلات مشابهة لتلك التي تحدث في أدمغة البشر عند تعرضها لضربات خفيفة متكررة على الرأس، وفقًا لما نشره موقع "ساينس آليرت" العلمي.
اكتشافات جديدة في أدمغة البشر بعد الإصابات
حسب الدراسة، بعد أسبوع من الإصابة، لاحظ الباحثون في "جامعة تافتس" الأمريكية تكون كتل وتشابكات من البروتينات في أنسجة الدماغ، وهو ما يعتبر سمة مميزة للأمراض التنكسية العصبية مثل "ألزهايمر".
وبالإضافة إلى ذلك، تم رصد علامات التهاب عصبي، وزيادة ملحوظة في الخلايا المناعية المرتبطة بالالتهابات، مما يشير إلى دور الإصابات الدماغية في تحفيز الاستجابة الالتهابية.
اقرأ أيضًا: دراسة: القيود الغذائية تحمي من الأمراض العصبية في الشيخوخة وتُطيل العمر
وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن إصابات الدماغ الرضحية، مثل "الاعتلال الدماغي الرضحي المزمن CTE"، قد تشكل عامل خطر رئيس لتطور الأمراض العصبية التنكسية، ويعزو الباحثون ذلك إلى أن الالتهاب المزمن الناتج عن الصدمات الخفيفة في الرأس، قد يسهم في الأضرار التراكمية التي تحدث على مر الزمن، ما يزيد من مخاطر تطور الأمراض العصبية.
وفي سياق آخر، أشارت دراسة سابقة أُجريت عام 2008، إلى أن جينات "فيروس الهربس البسيط 1" كانت موجودة في 90% من لويحات البروتين في أدمغة مرضى "ألزهايمر" بعد الوفاة، حيث وجدت الدراسة أن معظم الحمض النووي الفيروسي كان موجودًا داخل هذه اللويحات، مما يثير تساؤلات حول دور الفيروسات في تطور المرض العصبي.
التفاعل بين الفيروسات وإصابات الدماغ
وفي محاولة لفهم العلاقة بين إصابات الدماغ وتنشيط الفيروسات، تعاون باحثون من "جامعة تافتس" الأمريكية و"جامعة أكسفورد" في استخدام شرائح دماغية معزولة، ونتج عن التجربة اكتشاف مثير يتمثل في أن المصابين بـ"فيروس الهربس البسيط 1 الكامن"، أفرزوا كميات أقل من الناقل العصبي "الغلوتامات" بعد الإصابة الجسدية.
ويعد "الغلوتامات" مسؤولاً عن تحفيز النشاط العصبي، ويساهم في العديد من العمليات المعرفية والوظائف العقلية، لكنه يمكن أن يكون ضارًا إذا لم يتم تنظيمه بشكل صحيح.
وخلص فريق البحث إلى أن إصابات الدماغ الرضحية يمكن أن تؤدي إلى إعادة تنشيط "فيروس الهربس البسيط 1"، وان تكرار الإصابات يزيد من الضرر بشكل أكبر.
وفي هذا السياق، أوصى الباحثون بضرورة إجراء مزيد من الدراسات المستقبلية لفحص سبل التخفيف من تأثيرات إصابات الرأس، مثل استخدام العلاجات المضادة للالتهابات والمضادة للفيروسات بعد الإصابة، لتقليل إعادة تنشيط الفيروس في الدماغ، وبالتالي الحد من تطور مرض "ألزهايمر".