برنامج "بلد الفن" يحول جدة التاريخية إلى وجهة فنية وثقافية متنوعة

في قلب مدينة جدة التاريخية، تشهد أروقتها الضيقة وأزقتها الرائعة تناغمًا جديدًا لا يحدث إلا في "بلد الفن". إنه البرنامج الريادي الذي يعزز الثقافة والفنون كروح حية تمتزج بتاريخ المملكة العربية السعودية.

ومن خلال توفير منصة مبهرة للتعبير الإبداعي، يأتي "بلد الفن" كخطوة استثنائية نحو بناء واحدة من أبرز المعالم الثقافية في المنطقة، وهو ما اتضح أثره المباشر على الفور من ناحية دعم المواهب وجذب السياح.

في هذا التقرير، نستكشف كيف تسهم فعاليات "بلد الفن" في إحداث تغيير إيجابي في قطاع السياحة والثقافة في جدة، مع التركيز على دورها الحيوي في دعم المواهب المحلية، تنوير التجربة السياحية، وتعزيز التنمية الاقتصادية بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030.

تستمر جدة التاريخية في جذب الزوار والسياح بفضل الفعاليات الرائعة التي يُنظّمها برنامج "بلد الفن"، الذي يأتي تحت شعار "العودة إلى الأمام"، وهو ما يحظى بمردود إيجابي كبير في مختلف الأوساط.

ويمتد البرنامج حتى نهاية شهر مارس 2024، والشيء المميز فعلاً أنه قد شهد إقبالاً كبيرًا من جانب الزوار الذين يتوافدون للاستمتاع بمجموعة متنوعة من الفعاليات الفنية والثقافية هناك.

المعارض الفنية

تأتي المعارض الفنية كجزء أساسي من برنامج "بلد الفن"، حيث امتزجت المعارض التقليدية والحديثة لتقديم لوحة فنية متكاملة. ويقدم معرض "شيء ما سيكون" مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية، بدءًا من الرسم والتصوير وصولاً إلى الفن التشكيلي والمجسمات الفنية.

اقرأ أيضا:  "مول المستقبل".. الابتكار والحفاظ على الهوية الوطنية وفق رؤية 2030

ولفت متابعون إلى أن هذا التنوع يعكس بشكل كبير الإبداع الحقيقي الذي تمتلكه كوكبة كبيرة من الفنانين الإقليميين والعالميين، ما يضيف لمسة فنية فريدة إلى المشهد الثقافي في جدة بصورة مميزة للغاية.

فعالية "أصوات البلد"

تميزت فعالية "أصوات البلد" بتقديم تجربة فريدة للاستماع إلى أصوات حية من شوارع البلد. ويتم ذلك داخل غرف زجاجية معزولة، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بأداء فنانين من مختلف دول العالم، ما يعزز الثقافة الصامتة ويجعل هذه التجربة لحظة لا تُنسى.

معرض "سندباد"

يأتي معرض "سندباد" كمكمل للبرنامج، حيث يسلط الضوء على تاريخ وثقافة المنطقة بشكل خاص. وينقسم المعرض إلى أربعة أقسام رئيسة، يتناول كل قسم موضوعًا مختلفًا يعكس التراث الثقافي والبيئي للمنطقة.

تسعى فعاليات برنامج "بلد الفن" إلى تحقيق عدة أهداف، منها تسليط الضوء على التاريخ والثقافة في جدة التاريخية، وتعزيز الفنون والثقافة كجزء أساسي من الحياة اليومية.

بالإضافة إلى تشجيع الاقتصاد المحلي في منطقة البلد وتعزيزها كوجهة سياحية ثقافية واقتصادية. وفوق ذلك، يتيح البرنامج دعم المواهب الفنية المحلية، ويعزز جدة التاريخية كمركز ثقافي بارز في المنطقة.

من خلال "بلد الفن"، تتحوّل جدة التاريخية إلى مركز فني وثقافي متميز، يستقطب الزوار والسياح من جميع أنحاء العالم. وتعني تلك الفعاليات بتعزيز الهوية الثقافية للمدينة وتجعلها واحة فنية تاريخية، ما يلبي تطلعات رؤية المملكة 2030 في تعزيز الفنون والثقافة كجزء أساسي من الحياة اليومية.

اقرأ أيضا: التوأمة الرقمية تصل إلى جدة.. رؤية مستقبلية تحقق الراحة والكفاءة

جهود التطوير السياحي في المملكة

في إطار الجهود المتسارعة لتطوير القطاع السياحي في المملكة العربية السعودية، تأتي فعاليات برنامج "بلد الفن" كمساهمة فعّالة في تحقيق أهداف رؤية 2030. وإذ يعكس هذا البرنامج الرائد التزام المملكة بتعزيز التنوع الثقافي، وجذب الزوار عبر تقديم تجارب فريدة ومتنوعة.

تعزيز التجربة السياحية

برنامج "بلد الفن" يعزز التجربة السياحية للزوار الوافدين ويحفز السياحة الثقافية في جدة. كما تضيف المعارض الفنية المتنوعة والفعاليات الثقافية بُعدًا جديدًا لرحلة الزوار، ما يسهم في تعميق فهمهم للتراث والثقافة السعودية.

تعزيز الفنون والثقافة

من خلال دعم المعارض الفنية وورش العمل الفنية، يسهم البرنامج في تعزيز الفنون والثقافة في المملكة، ويُشجع على التفاعل الإبداعي وتبادل الخبرات بين الفنانين المحليين والدوليين، ما يعزز الحوار الثقافي.

تنويع الاقتصاد المحلي

تعد فعاليات "بلد الفن" نافذة على تنويع الاقتصاد المحلي في جدة، كما تعزز الثقافة والفنون المحلية وتشجع على نماذج الأعمال الصغيرة والمتوسطة المرتبطة بالفعاليات الثقافية.

تعزيز الهوية الثقافية

تسهم فعاليات برنامج "بلد الفن" في تعزيز الهوية الثقافية لجدة وتبرز تراثها الغني والتنوع الثقافي، وهو ما يتيح للمدينة إمكانية أن تعزز نفسها كوجهة ثقافية مميزة وتعكس تاريخها العريق.

دعم المواهب الفنية المحلية

يُعد برنامج "بلد الفن" منبرًا استثنائيًا لدعم وتعزيز المواهب الفنية المحلية كونه يوفر منصة حقيقية للفنانين السعوديين ليتمكنوا من عرض أعمالهم، وتقديم مواهبهم على المستوى الوطني والدولي.

تحقيق أهداف رؤية 2030

تتناسب فعاليات برنامج "بلد الفن" مع رؤية 2030، التي تسعى إلى تحويل المملكة إلى وجهة سياحية رائدة. ويعزز البرنامج التنوع الثقافي، ويسهم في تحقيق أهداف الرؤية في بناء اقتصاد متنوع وازدهار المجتمع المحلي.

برنامج "بلد الفن" يعكس التزام المملكة العربية السعودية بتعزيز الفنون والثقافة كجزء أساسي من التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ويشكل هذا البرنامج الرائد خطوة مهمة نحو بناء تراث ثقافي حديث يبرز جمال وتنوع المملكة، ما يعزز مكانتها كوجهة سياحية فريدة ومستدامة.