بين كفاءة الأداء وسرعة الإنجاز: دليلك لاختيار أفضل لاب توب لرجال الأعمال

هناك فارق شاسع بين أجهزة اللاب توب الموجَّهة لإدارة الأعمال وتلك المصنوعة للاستخدام العادي، فالأولى ليست مصممة لألعاب الفيديو، أو التصفح البسيط للإنترنت، ومشاهدة الأفلام والمسلسلات، رُغم أنها قد تصلح لذلك، بل لمساعدة أصحاب الأعمال على القيام بوظائفهم على أكمل وجه، ولهذا دائمًا ما ستجد هذه الحواسيب تمتاز بعدة أشياء، بمعرفتها ستستطيع اختيار أفضل لاب توب لرجال الأعمال وأنت مُطمئن، وهذا ما سنساعدك على فعله في السطور التالية.

أفضل لاب توب لرجال الأعمال

عندما تُصنَع حواسيب أو لابتوبات الأعمال، فإن أحد أهم الأشياء التي يجب أن تؤخَذ في الحسبان هي قدرتها على تحمل العمل والتنقل لأطول فترة ممكنة، فأصحاب الأعمال دائمو التنقل والترحال، ولا يمكن للّاب توب الخاص بهم أن يُفارقهم أينما ذهبوا. 

منذ عدة سنوات كانت لابتوبات الأعمال تُعرَف بحجم شاشتها ولوحة المفاتيح الكبيرين، ومع ذلك فإن بطاريّاتها كانت تدوم لفترات مُعتبرة، رُغم ما تستهلكه من طاقة كبيرة.

أما اليوم، وبفضل التقدم التكنولوجي الذي وصلنا إليه، لم يعد الحال كذلك، وأصبحنا نرى أجهزة اللابتوب المخصصة للأعمال بأحجام أصغر وبقدرات أكبر من ناحية قوة التحمل وعُمر البطارية، التي يجب أن تستمر من 8-10 ساعات من العمل -المعقول- على الأقل، إضافة إلى قدرتها على تحمل المسافات الطويلة، بفضل متانتها وخاماتها القوية، وطول عُمر بطارياتها الافتراضي.

وتتميز لابتوبات الأعمال كذلك بمختلف أنظمة الحماية، بدءًا من البصمة وحتى شريحة الـ TPM (قطعة هاردوير صغيرة لمزيد من الحماية) وأنظمة التشفير القوية، ولكن هل مواصفات لابتوب الأعمال تنتهي عند هذا الحد؟ 

بالطبع لا، فأداء هذه اللابتوبات عادةً ما يكون ممتازًا لاحتوائها على معالجات ورامات قوية، ونتيجةً لهذه المواصفات التي يتمناها أي شخص بجهازه، من الطبيعي أن تكون أسعار هذه الأجهزة أغلى من نظيراتها العادية، بنسبة قد تتراوح بين 20% إلى 30% مثلًا.

ما الفرق بين لابتوبات رجال الأعمال والعادية؟

مما سبق يتضح أن لابتوبات الأعمال يجب أن تأتي بخامات ممتازة، وتصاميم عصرية وقوية تساعدها على الاستمرار لفترات طويلة، بالإضافة إلى أنها تأتي -على الأغلب- بسوفت وير مُثبَّت مُسبقًا (عادة ما يكون Windows Pro أو Ubuntu لأغراض الحماية)، وبطاريات ذات عمر افتراضي أطول، وفوق ذلك فترات أطول من الضمان، مع العلم أن كل هذه المميزات المذكورة قد تجدها في اللابتوبات العادية Consumer Laptops، ولكنها حتمًا ستكون باهظة الثمن.

أهم ما يجب مراعاته عند شراء لابتوب للأعمال؟

- التركيز على المعالج والرامات:

يعرف المعالج Processor بأنه العقل المدبر للجهاز، ولذلك عندما تُقبل على شراء لابتوب للأعمال، أو أي لابتوب عمومًا، يجب أن تضع المعالج على رأس قائمة الأولويات؛ فركز على العلامة التجارية والموديل والجيل (من المفترض في لابتوبات الأعمال أن تأتي بجيل حديث؛ جيل 11 فيما فوق في معالجات Intel والجيل الثالث فيما فوق في حالة AMD)، واحرص على أن يكون موفّرًا للطاقة، وأن يكون متوافقًا مع طبيعة أعمالك؛ إذا كنت تعمل في مجال المبيعات فـ Intel Core i3 أو Intel Core i5 قد يفيان بالغرض، أما إذا كنت مُصمم جرافيكي، فعليك التطلع إلى Core i7 أو M2 Pro من أبل، وهكذا، وطبعًا لا تنسى أمر الجيل.

بالنسبة للرامات RAM، وهي ذاكرة التخزين العشوائي التي تحتفظ بالعمليات وتساعدك على استرجاعها في أسرع وقت ممكن، فلا ننصحك إطلاقًا بأن تقل عن 8 جيجابايت، لا سيّما إن كانت طبيعة عملك تتطلب فتح أكثر من متصفح وتبويبات عديدة.

اقرأ أيضًا: من هاتف يتحول لمساعد شخصي إلى لابتوب يُطوى مرتين.. أبرز مفاجآت مؤتمر MWC 2025

التأكد من عمر البطارية:

لعل أحد أبرز أسباب ارتفاع أسعار لابتوبات "البيزنس" هو عُمر بطاريتها الطويل، فلا تتنازل أبدًا عن هذا الأمر؛ بطاريات سلسلة ThinkPad من Lenovo قد تستمر لمدة 15 ساعة، ولابتوبات Dell XPS تمتاز ببطاريات تعمل لـ 12 ساعة، في حين أن بطاريات Dell Inspiron تنتهي بعد نحو 5 ساعات. 

كما ترى الفوارق واضحة، رُغم أن جميع العلامات التجارية المطروحة تصلح لأن تكون لابتوبات مُخصصة للأعمال، وفي النهاية الأمر يعتمد على طبيعة عملك والميزانية المتوفرة لديك.

عدم إهمال الخامة:

سواء كنت دائم التنقل أم لا، من الضروري ألا تُهمل خامة اللابتوب مهما كانت مواصفاته، فما فائدة المواصفات إن لم يكن اللابتوب قادرًا على تحمل الظروف؟ 

عندما تختار اللابتوب الذي تنوي الاعتماد عليه في "البزنس" الخاص بك، حاول أن تنتقي الخامات المصنوعة من سبائك الكربون أو المغنسيوم أو الألومنيوم، واحرص دومًا على أن تكون المفصّلات مصنوعة من المعدن.

التأكيد على الضمان والدعم:

إذا أقبلت على شراء لابتوب للأعمال ووجدت فترة ضمانه لا تتخطى السنة أو السنتين، فاهرب فورًا؛ قد تكون هذه مبالغة نوعًا ما، ولكنّ الكثير، إن لم يكن معظم لابتوبات الأعمال تأتي بفترة ضمان لا تقل عن 3 سنوات، فإن كنت تمتلك الميزانية الكافية فلا تنسَ الضمان رجاءً، وأيضًا لا تنسَ الدعم، واحرص على اختيار لابتوب تتوافر قطع غياره.

- اختيار الهارد ومساحة التخزين: 

لا يوجد أعجب من أن ترى لابتوب مخصص للأعمال بهارد HDD فقط، فزمن هذا النوع من أقراص التخزين قد ولَّى بالنسبة للمستخدمين العاديين، فما بالك بأصحاب الأعمال؟ 

لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن ترضى بلابتوب للأعمال بدون SSD، ويا حبذا إذا اقتنيت لابتوب مزدوج الذاكرة، بحيث يكون الـ SSD مُكرّسًا لنظام التشغيل والـ HDD مخصصًا للتخزين. 

وعلى ذكر التخزين، لا تقبل بأقل من تيرابايت من الذاكرة، وإذا كنت تعمل في مجال المونتاج وتعديل الفيديوهات، على سبيل المثال، فاحرص على مضاعفة هذا الرقم، وعمومًا حاول ألا تقبل بأقل من SSD بمساحة 128 جيجابايت -على الأقل- وHDD بمساحة 1 تيرابايت، فهذه أقل معادلة في هذا الزمن.

كانت هذه أهم النقاط الواجب اعتبارها عند شراء لابتوب مُخصص للأعمال؛ وهناك اعتبارات أخرى بالطبع مثل الأمان ونظام التشغيل المناسب والإكسسوارات وغيرها، ولكن لئلا نُطيل عليكم فإن ما ذكرناه كافٍ وسيشبع حاجاتكم، على أمل أن نستكمل باقي النقاط في تقارير أخرى.