التأشيرة السياحية الموحدة.. اعتماد "الشينغن الخليجي" رسميًا

بحسب وزير السياحة السعودي، أحمد بن عقيل الخطيب، وفي خضم القمة الخليجية الـ 44 والتي أُقيمت الثلاثاء الماضي بالعاصمة القطرية الدوحة، أقر مجلس التعاون الخليجي في بيانه الختامي ببدء اعتماد التأشيرة السياحية الموحدة مفوضًا وزراء الداخلية باتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذها.

ووفقًا لما أوردته وكالة الأنباء السعودية "واس"، فإن هذا القرار يأتي في إطار التزام المملكة بتعزيز الروابط في مجال السياحة وبقية المجالات الأخرى، ما سيعزز من مكانة دول الخليج كوجهة سياحية متميزة بشكلٍ عام.

فما هي التأشيرة السياحية الموحَّدة بالضبط؟ وما أهميتها؟ وإن أردت أن تستخرجها فماذا تفعل؟ إليك التفاصيل.

تفاصيل التأشيرة السياحية الموحدة

مثلها مثل تأشيرة "الشينغن" التي تربط دول الاتحاد الأوروبي ببعضها، تتيح التأشيرة السياحية الموحدة لحامليها زيارة الدول الست لمجلس التعاون الخليجي بوثيقة واحدة، ما يُسهل من عملية انتقال السياح والوافدين إلى دول مجلس التعاون. ولمن لا يعلم، فدول مجلس التعاون الخليجي الست هي: السعودية والإمارات وعمان وقطر والبحرين والكويت.

وفي الواقع لا تُعد فكرة التأشيرة السياحية الموحدة وليدة اللحظة، حيث ظهرت في أكتوبر من عام 2015، وكان مقررًا لها أن تصدر رسميًا في منتصف 2016 لكن تم تأجيل التنفيذ، وأُعيد طرح الفكرة على الطاولة مرة أخرى في أثناء بطولة كأس العالم التي أُقيمت بقطر 2022، وها هي الآن تُنفَّذ رسميًا.

مميزات وأهمية التأشيرة السياحية الموحدة

تعزيز النمو السياحي والاقتصادي

غير أن التأشيرة السياحية الموحدة تسمح لحامليها بزيادة دول مجلس التعاون الخليجي بنفس الوثيقة، فإن اعتمادها سيفتح فرصًا جديدة للاستثمار في القطاع السياحي في كل الدول المنوطة مثلما قال وزير السياحة السعودي. فالتأشيرة تهدف إلى استقطاب أكبر عددٍ ممكن من السياح وإبقائهم بدول مجلس التعاون لمدة أطول، ما سيعزز من التكامل الاقتصادي الخليجي بشكل عام، وليس قطاع السياحة فقط، وذلك حسب تصريحات وزير الاقتصاد الإماراتي عبد الله بن طوق المري في 23 أكتوبر الماضي.

بالعودة إلى وزير السياحة السعودي، فيقول: "هذه التأشيرة الموحدة من شأنها فتح فرص جديدة للاستثمار في القطاع السياحي في كلٍ من الدول الأعضاء". ويضيف: "هذه التأشيرة ستسهم في تسهيل تنقل السياح والزوار الوافدين بين دول المجلس، وبالتالي تعزيز دور السياحة كمحرك للنمو الاقتصادي".

ويؤكد: "تحرص وزارة السياحة السعودية على التعاون الوثيق مع نظرائها في وزارات السياحة الخليجية لضمان تنفيذ وتنسيق هذه الخطوة بأفضل السبل وبما يخدم قطاعي السياحة والاقتصاد في المنطقة".

اقرأ أيضًا:فورسيزونز المملكة يفتتح لاونج عبية Obaya Lounge ملاذه الاجتماعي الأكثر دفئًا

تحقيق أمن وطني

بالإضافة إلى شقي السياحة والاقتصاد، يتضح أن التأشيرة السياحية الموحدة لدول الخليج تؤدي بشكلٍ أو بآخر لتحقيق أمنٍ وطني. فإذا نظرنا إلى الاجتماع الـ 40 لوزراء داخلية الدول الست، الذي عُقِد في عمان بتاريخ 8 نوفمبر الماضي، تم بحث العديد من الموضوعات الأمنية التي تهدف إلى تعزيز العمل الأمني المشترك، سنرى أن التأشيرة السياحية الموحدة كانت من أبرز الموضوعات التي تم تناولها والعزم على تحقيقها خلال برنامج زمني مُحدد، وهذا إضافةً إلى مشروعين آخرين أحدهما لمكافحة المخدرات، والآخر لربط المخالفات المرورية إلكترونيًا بين دول المجلس.

بشكل عام تأتي التأشيرة السياحية الموحدة ضمن استراتيجية مجلس التعاون الخليجي 2030، والتي تستهدف بدورها زيادة مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي. 

ما يؤهل دول المجلس لتنفيذ المبادرة هذه المرة هو امتلاكها بنية تحتية متطورة ومؤهلة لقطاع السفر والسياحة، حيث بلغ إجمالي عدد منشآتها الفندقية بنهاية العام الماضي 10 آلاف و649 منشأة، علاوة على 837 موقعًا سياحيًا، واستضافة قطر لكأس العالم كان خير دليل على ذلك.

موعد تنفيذ قرار التأشيرة السياحية الموحدة 

قال وزير الاقتصاد الإماراتي إن وزراء السياحة بدول مجلس التعاون الخليجي قد اعتمدوا خلال اجتماعهم السابع الذي عُقد بسلطنة عمان، التأشيرة السياحية الموحدة، وصرح لوكالة الأنباء الإماراتية "وام" بأن عملية اعتماد التأشيرة سيليها وضع الضوابط والتشريعات الخاصة بتطبيقها، وأنه "من المتوقع أن تدخل حيز التنفيذ خلال عامي 2024 و2025 بحسب جهوزية الأنظمة الداخلية لدول التعاون".

خطوات استخراج التأشيرة السياحية الموحدة

حتى الآن لم تُعلن الجهات الرسمية في دول مجلس التعاون الخليجي عن آلية استخراج التأشيرة السياحية الموحدة، ولكننا سنوافيكم بكافة التفاصيل بمجرد توفّرها.

يجدر بالذكر أن مجلس التعاون الخليجي تأسس في الخامس والعشرين من مايو 1981 عقب توصل قادة الدول الست -في اجتماع عُقد في أبو ظبي- إلى صيغة تعاونية تهدف إلى تحقيق التنسيق والتكامل بينهم في كافة القطاعات التنموية. وأما بخصوص التأشيرة السياحية الموحدة لدول الخليج، فالمملكة لها دورٌ قيادي في إعادتها للحياة مرة أخرى، إذ عملت على قيادة الإطار التشريعي لصدورها.