مجموعة "توماس كوك".. انهيار قاسٍ لأقدم شركة سياحة في العالم
تمر شركة " توماس كوك" التي تعد واحدة من أقدم شركات السياحة والسفر في العالم، بأسوأ أيامها منذ تأسيسها في عام 1841، حيث أعلنت مجموعة السياحة والسفر البريطانية إفلاسها بعد فشلها في عطلة نهاية الأسبوع في جمع الأموال اللازمة للإبقاء على المجموعة.
دليلك الكامل للسياحة في فرنسا.. هذه أفضل المزارات والمطاعم والفنادق
إفلاس توماس كوك
نشرت المجموعة بيانا على صفحتها الرسمية على موقع " تويتر" تضمن: "نأسف للإعلان عن توقف توماس كوك عن التداول فورًا".
وتابع: "على الرغم من الجهود الكبيرة، لم تسفر المناقشات عن اتفاق بين المساهمين والممولين الجدد المحتملين، لذلك خلص مجلس إدارة الشركة إلى أنه ليس لديه خيار سوى اتخاذ خطوات للدخول في تصفية إلزامية بشكل فورى".
تردي أوضاع عملاء الشركة
هذا الانهيار القاسي عرض ما يقرب من 600 ألف سائح من المتعاملين مع الشركة ويقضون إجازتهم في مختلف أنحاء العالم إلى أسوأ الأوضاع التي لم يتخيلوها من احتجاز في الفنادق ونوم في المطارات دون توفير مبيت، من بينهم أكثر من 150 ألف بريطاني.
الوضع السيئ الذي يمر به هؤلاء السياح يحتم على "توماس كوك" تنظيم عملية إعادة 600 ألف سائح من المتعاملين معها حول العالم - بحسب وكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك".
ونشرت عدد من التقارير الصحفية العالمية، صورا توثق تردي الأوضاع التي يمر بها السياح، حيث قامت فنادق بتونس باحتجازهم ومنعهم من الخروج ومطالبتهم بدفع مبالغ ضخمة كوسيلة لتحصيل جزء من ديون الشركة من عملائها.
كما استغاث عدد من السائحين العالقين في مطار أنطاليا في تركيا، الذين افترشوا الأرض بالمطار للنوم في انتظار من يعيدهم إلى بلادهم مرة أخرى.
محاولات إعادة السياح لبلادهم
ومن جانبها طالبت الحكومة البريطانية هيئة الطيران المدني البريطاني ببدء برنامج لإعادة زبائن توماس كوك المتضررين من الخارج في غضون أسبوعين، والتي تعد أكبر عملية إعادة مواطنين إلى بلادهم في وقت السلم في بريطانيا، وأطلق عليها اسم "عملية ماترهورن".
وبحسب رويتزر، فإن الحكومة البريطانية صرحت بأنه من المحتم أن يحدث بعض الاضطراب بسبب ضخامة الوضع، لكن هيئة الطيران المدني ستحاول إعادة الناس للوطن في أقرب وقت ممكن لتواريخ عودتهم المقررة.
وقامت هيئة الطيران المدني بإطلاق موقع لمساعدة المتضررين على الحصول على معلومات وتفاصيل حول الرحلات الجوية الخاصة بهم ، كما سيتم وضع ترتيبات بديلة للسياح الذين لم يسافروا من بريطانيا، وتتولى شركات التأمين في ألمانيا تنسيق الأمر.
أسباب انهيار شركة السياحة الأقدم بالعالم
وحول الأسباب التي أدت إلى انهيار شركة " توماس كوك"، فقد واجهت الشركة البريطانية صعوبات بسب ارتفاع مستويات الدين الذي يقدر بحوالي 1.7 مليار جنيه، بالإضافة إلى الشركات المنافسة التي تعمل عبر الإنترنت، كما أنها حاولت جمع 200 مليون جنيه إسترليني إضافي، لتجنب انهيارها، لكن دون جدوى.
وألقى بيتر فانكهاوزر رئيس المجموعة اللوم على ملف بريكست بتسببه في إغراق ميزانية الشركة، والذي أدى إلى تكبيدها خسائر كبيرة، حيث اضطر السياح لإرجاء رحلاتهم لعدم معرفتهم ما سيؤول إليه ملف الخروج من الاتحاد الأوروبي.
" هذا يوم حزين جدا للشركة" قالها الرئيس التنفيذي للشركة محاولا الاعتذار لزبائنه والعاملين بالشركة والموردين الذين قدموا لها الدعم على مدار سنوات عديدة
وكانت "توماس كوك" تدير فنادق ومنتجعات وشركات طيران تقدم خدمات لماما يقرب من 19 مليون مسافر في العام الواحد في 16 دولة.
وبلغت الإيرادات التي حققتها الشركة 9.6 مليار جنيه إسترليني ما يعادل 12 مليار دولار في 2018، ويصل عدد العاملين فيها إلى حوالي 21 ألف موظف.