اكتشاف "تمساح الديناصورات" في آسيا لأول مرة بشكل شبه كامل
كشف علماء الحفريات عن بقايا أحفورية نادرة، تعود لديناصور سباينوصوريد (Spinosaurid) عاش قبل 125 مليون عام في تايلاند، يصل طوله إلى نحو 25 قدمًا (من سبعة إلى ثمانية أمتار).
ويُعد هذا الاكتشاف، الذي أطلق عليه اسم "سام ران سباينوصوريد"، واحداً من أكثر عينات السباينوصوريد اكتمالاً التي تم استخراجها في قارة آسيا على الإطلاق، حيث تتكون من أجزاء هامة تشمل العمود الفقري والحوض والذيل.
خصائص ديناصور سباينوصوريد وتطوره
أوضح أدون ساماثي، الأستاذ المساعد في معهد والاي روكافيج للبحوث النباتية بجامعة ماهاساراخام التايلاندية، أن هذا الكائن كان يتربص في المجاري المائية ليفاجئ فرائسه.
وتُمثل هذه المجاري نظامًا بيئيًا قديمًا من الأنهار المتعرجة والسهول الفيضية، التي تشكلت من صخور رسوبية، حيث كانت توفر بيئة صيد مثالية لهذا النوع الذي يُعرف بـ"تمساح عالم الديناصورات".
ويمتلك ديناصور سباينوصوريد المكتشف سمات تجعله بمثابة "تمساح عالم الديناصورات"، إذ طور ميزات فريدة للحياة في الماء، تشمل الخطم الطويل والأسنان المخروطية المثالية لصيد الأسماك، وفقرات رقبة ممدودة وأشواك ظهرية بارزة.
وتشير التحليلات الأولية التي عُرضت في الاجتماع السنوي لجمعية الحفريات الفقارية 2025 في برمنغهام بإنجلترا، إلى أن هذا النوع، الذي يضاهي حجم الشاحنة، يتميز بـ"أشواك تشبه المجاديف" على ظهره، وهي أقصر من تلك الموجودة في قريبه الأفريقي "سباينوصوروس"، لكنها تختلف بوضوح عن نوع "إيكثيوفيناتور" المكتشف في لاوس المجاورة، مما يرجح وجود تطور محلي ومعقد لهذه الفصيلة.
Here's my https://t.co/maqjE6ji5r. project, a spinosaurid from the Early Cretaceous Khok Kruat Formation of Thailand or "Sam Ran spinosaurid". #spinosauridae #spinosaurus #paleontology pic.twitter.com/qtn8mHK6pH
— Wongwech Chowchuvech (@JobSaurusRex) April 13, 2022
وعاش ديناصور سباينوصوريد في بيئة شبه قاحلة، هيمنت عليها أنظمة نهرية بطيئة الحركة في تكوين "كوك كروات" الصخري، ولم يكن هذا المفترس مجرد سباح في المياه، بل كان "سيد الحواف" الذي ازدهر في المناطق التي كانت تتحول فيها السهول إلى جنة للصيد بفعل الفيضانات الدورية.
وقد كشفت التنقيبات أن هذا الموقع كان يعج بالحياة، حيث عاش المفترس بجانب أسماك القرش في المياه العذبة، والتماسيح، والسلاحف، بالإضافة إلى العواشب الضخمة مثل "السوروبودات" و"الإيغوانودونتيات".
وعلى مدار عقود، استعصى لغز تطور ديناصور سباينوصوريد في القارة الآسيوية على التفسير العلمي، نتيجة ندرة الأدلة الملموسة التي لم تتجاوز في السابق مجرد أسنان معزولة؛ إلا أن ظهور هذا الهيكل العظمي الجزئي اليوم يُشكل الانعطافة الأبرز والمفتاح الحيوي الذي سيُمكّن العلماء من فك شفرات انتشار هذه المفترسات العملاقة، وتتبع مسارات هيمنتها العالمي.
وينتظر العلماء حاليًا المراجعة الرسمية للأبحاث لمنح الديناصور اسماً علمياً رسمياً، بعد أن أثبت هذا الكشف أن مجتمعات الديناصورات في جنوب شرق آسيا كانت أكثر تنوعاً وتباينًا مما كان يُعتقد في السابق.
