علماء يكتشفون ديناصورًا جديدًا يغير مفاهيم المفترسات قبل 67 مليون سنة
كشف علماء متخصصون بدراسة حفريات الديناصورات أن بقايا هيكل عظمي اكتُشف في أراضي مونتانا الأمريكية تعود إلى نوع جديد تمامًا من الديناصورات التي لم تُسجل في السجلات العلمية.
ويُعرّف الاكتشاف الفريد بـ نانوتيرانوصورس لانسينسيس Nanotyrannus lancensis، وهو يمثل كائنًا مفترسًا يبلغ حجمه حوالي نصف حجم الشهير تي رِكس T.Rex، لكنه يتمتع بقدرات صيادة لا تُستهان بها، وذلك وفقا لما نشرته مجلة نيتشر العلمية.
وأعطى باحثو جامعة نورث كارولينا لهذا الاكتشاف الفريد قيمة علمية بالغة. لفتت لينديسي زانو، الباحثة الرئيسة في المشروع، النظر إلى أن هذا النوع الجديد من الديناصورات يُعيد صياغة عقود من الأبحاث المتعلقة بأبرز المفترسات على وجه الأرض.
اقرأ أيضًا: بيع هيكل ديناصور نادر بـ30.5 مليون دولار في مزاد عالمي (فيديو)
وأوضحت زانو أن الاكتشاف يرسم صورة أكثر غنى وتنافسية عن الأيام الأخيرة من عصر الديناصورات، موضحة أن تي رِكس، رغم حجمه الضخم وقوة فكيه الهائلة ورؤيته المجسمة (الستيريوسكوبية)، لم يكن المفترس الوحيد الذي يجول في تلك الحقبة. بل كان يرافقه صياد آخر أكثر رشاقة وخفة وحنكة، وهو ديناصور الاكتشاف الجديد من نوع نانوتيرانوصورس، الذي يتمتع بقدرات حركية أسرع وقدرة على المناورة بين الفريسة.
وظل علماء الحفريات يحاولون لعقود حل لغز ديناصور غريب، لم يتمكنوا من تحديد هويته بدقة. عندما بدأ استخراج بقايا الهيكل العظمي الأول في أربعينيات القرن العشرين، كانت لديهم جمجمة تيرانوصور فحسب، مما جعل من الصعوبة بمكان تمييز ما إذا كانت تخص ديناصورًا صغيرًا من نوع تي رِكس أم نوعًا مختلفًا تمامًا. وعندما اكتُشفت جمجمة أخرى حملت اسم جين، بالإضافة إلى هيكل عظمي آخر، زاد ذلك من الالتباس بدلاً من حلّه.
تفاصيل اكتشاف نوع ديناصور جديد
الدليل الحاسم جاء من هيكل عظمي كامل تم اكتشافه في عام 2006 بمنطقة هيل كريك في ولاية مونتانا الأمريكية. قام الباحثون بدراسة حلقات النمو داخل عظام الهيكل، وكشفوا أن الديناصور كان كائنًا بالغًا يبلغ حجمه حوالي نصف حجم تي رِكس الكامل النمو.
وعندما قارنوا معدلات النمو مع حيوانات أخرى حالية مثل التماسيح، اكتشفوا أن الاختلافات الرئيسية بين جمجمة هذا الديناصور الجديد وجمجمة تي رِكس البالغ، مثل التغييرات في بنية العظام ونمط الأعصاب والجيوب الأنفية، لم تكن لتظهر ببساطة من خلال النضوج والبلوغ. كل هذه الأدلة أشارت بوضوح إلى وجود ديناصور من نوع جديد، منفصل عن تي رِكس.
ورغم هذا الاكتشاف المهم للديناصور الجديد، لا يزال هناك بعض الباحثين الذين لم يقتنعوا تمامًا بالنتائج. قالت هولي وودوارد، خبيرة في دراسة عظام الحفريات من جامعة أوكلاهوما، إن هناك "دعمًا وأدلة أكثر من أي وقت مضى" لدعم فكرة وجود هذا الديناصور الجديد من نسيب تي رِكس القريب، لكنها لم تقتنع بعد بأن الهياكل العظمية الغريبة الأخرى تنتمي إلى نوع جديد مختلف.
كما أعرب توماس كار، أستاذ الحفريات من جامعة كارثيج، عن وجهة نظر مختلفة حول الاكتشاف. اعتبر كار أن الهيكل العظمي الجديد هو فعلاً بالغًا لكنه قد يكون نوعًا شقيقًا لتي رِكس بدلاً من كونه قريبًا بعيدًا.
وأشار كار إلى أوجه تشابه واضحة بين شكل جمجمة تي رِكس والعينات الغريبة التي تمنعه من تغيير موقفه، قائلاً: "لا أعتقد أن هذه الدراسة حول ديناصور الاكتشاف الجديد تحسم كل شيء".
ويُعرض الهيكل العظمي الجديد حالياً في متحف نورث كارولينا للعلوم الطبيعية تحت اسم "ديناصورات متنافسة" Dueling Dinosaurs، إذ تم اكتشاف هذا الهيكل متشابكًا مع بقايا ديناصور تريسيراتوبس Triceratops، مما يضيف طابعًا دراميًا آخر إلى هذا الاكتشاف الفريد من نوعه.
