دراسة حديثة تحسم الجدل: الكويكب وحده وراء انقراض الديناصورات
توصلت دراسة علمية حديثة إلى أن الديناصورات غير الطائرة لم تكن في حالة انحدار قبل اصطدام الكويكب العملاق الذي أنهى وجودها قبل 66 مليون عام، بل كانت مزدهرة وتعيش في أنظمة بيئية متنوعة وغنية.
وجاءت هذه النتائج بناءً على تحليل جديد لأحافير نادرة عُثر عليها في منطقة ناشويبيتو ميمبر بولاية نيو مكسيكو الأمريكية، وهي واحدة من آخر البيئات التي احتضنت الديناصورات على الأرض قبل انقراضها الجماعي.
الدراسة، التي نُشرت يوم 23 أكتوبر 2025 في مجلة Science، قادها أندرو فلين، أستاذ مساعد في قسم العلوم الجيولوجية بجامعة ولاية نيو مكسيكو، بالتعاون مع فريق دولي من الباحثين.
وأظهرت نتائج التأريخ أن الصخور في موقع ناشويبيتو تعود إلى الفترة بين 66.4 و66 مليون سنة، أي قبل نحو 340 ألف سنة فقط من اصطدام الكويكب الذي غيّر مسار الحياة على كوكب الأرض.
أحافير ديناصورات نادرة في نيو مكسيكو
قال فلين في تصريحات لموقع Live Science: "على الأقل قبل حدث الانقراض الجماعي، كانت الديناصورات في أوج ازدهارها، ولم تظهر أي مؤشرات على الانحسار أو الضعف البيولوجي."
شملت الاكتشافات بقايا ديناصور الصوروبود ألاموصوروس، أحد أطول الكائنات على الإطلاق بطول يصل إلى 21 مترًا، إلى جانب أنواع متعددة من الديناصورات آكلة اللحوم، والديناصورات ذات القرون، وأنواع أخرى من الديناصورات العاشبة مثل الديناصورات ذات المنقار البطّي.
وأظهرت الأحافير أن النظام البيئي في جنوب غرب أمريكا الشمالية كان لا يزال نابضًا بالحياة حتى اللحظة الأخيرة قبل الكارثة.
ولفهم التسلسل الزمني بدقة، استخدم الفريق طريقتين مستقلتين لتأريخ الصخور: الأولى عبر قياس الاضمحلال الإشعاعي لنظائر الأرجون، والثانية عبر تحليل القطبية المغناطيسية للصخور، وهي تقنية تحدد عمرها استنادًا إلى الاتجاه التاريخي للمجال المغناطيسي للأرض.
وأكدت الطريقتان معًا أن الموقع ينتمي إلى نهاية العصر الطباشيري، ما يجعل ناشويبيتو أحد أهم الأدلة على الحالة البيئية للديناصورات قبل اصطدام الكويكب.
اقرأ أيضا: اكتشاف بيضة ديناصور نادرة عمرها 70 مليون سنة: هل تحتوي على جنين محفوظ؟ (فيديو)
وقد أثار هذا الاكتشاف نقاشًا جديدًا في الأوساط العلمية حول طبيعة انقراض الديناصورات، إذ لطالما اختلف العلماء حول ما إذا كانت الديناصورات قد تراجعت تدريجيًا بسبب تغير المناخ وتراجع التنوع البيولوجي، أم أن الكارثة كانت مفاجئة.
وتشير الدراسة الجديدة إلى أن الديناصورات كانت في ذروة نشاطها وتنوعها، وأن الكارثة كانت حدثًا قاطعًا ومفاجئًا أدى إلى القضاء على نحو 75% من الأنواع الحية، بما في ذلك جميع الديناصورات غير الطائرة.
النظام البيئي الأخير للديناصورات
وكتبت ليندسي زانو، عالمة الحفريات في جامعة ولاية كارولينا الشمالية، في تعليق مصاحب للدراسة: "لا يزال التنوع في نهاية العصر الطباشيري أقل من ذروته في العصر الكامباني، لكنه ظل مرتفعًا نسبيًا مقارنةً بالعصور السابقة، مما يدل على أن الديناصورات لم تكن في تراجع عالمي قبل الكارثة."
تُعيد هذه النتائج تشكيل الفهم العلمي للحظة الأخيرة من عصر الديناصورات، وتدعم النظرية القائلة بأن الكويكب الذي ضرب شبه جزيرة يوكاتان في المكسيك لم ينهِ عصرًا محتضرًا، بل أوقف فجأة أحد أكثر العصور ازدهارًا في تاريخ الكوكب.
