دراسة تكشف أثر الاجتماعات الخارجية في توسيع شبكات العمل
كشفت دراسة أكاديمية حديثة أن الاجتماعات الخارجية للشركات، أو ما يُعرف بالـ"Offsites"، تؤدي إلى زيادة واضحة في معدلات التعاون بين الموظفين ورفع فرص التواصل المهني داخل المؤسسات الكبرى.
وأوضحت الدراسة، التي أجراها أستاذ الإدارة المساعد في كلية بابسون مادلين نيلاند وأستاذ القيادة والتنظيم في كلية دارتموث آدم كلاينباوم، أن هذه الاجتماعات تمثل فرصة حقيقية لإعادة بناء العلاقات المهنية بصورة طبيعية بعد فترة طويلة من العمل عن بُعد في أعقاب جائحة «كوفيد-19».
وأظهرت نتائج التحليل، الذي شمل أكثر من 700 شريك في شركة محاماة كبرى، أن المشاركين في الاجتماعات الخارجية حققوا زيادة بنسبة 24% في طلبات التعاون الجديدة مقارنةً بزملائهم الذين تغيبوا عنها.
كما بيّنت البيانات أن نحو 17% من تلك العلاقات المهنية المستحدثة استمرت على مدى عامين، في مؤشر واضح على الأثر المستدام لتلك الاجتماعات في تعزيز بيئة العمل ودعم التواصل المهني داخل المؤسسة.
كما لاحظ الباحثان أن حتى أولئك الذين لم يحضروا الاجتماعات الخارجية أظهروا سلوكًا أكثر تعاونًا لاحقًا، بعد أن وصلت إليهم رسالة ثقافية واضحة من الإدارة بأن التعاون قيمة مؤسسية أساسية.
أهمية الاجتماعات الخارجية في بيئة العمل
أظهرت الدراسة أيضًا أن الاجتماعات الخارجية تزايدت بعد الجائحة، إذ كشفت بيانات استقصائية شملت 2000 موظف بدوام كامل أن نسبة الشركات التي لا تعقد اجتماعات خارجية انخفضت من 16% عام 2019 إلى 4% فقط في عام 2024.
كما زادت الشركات من ميزانيات هذه الفعاليات ومنحت مساحة أكبر للأنشطة الاجتماعية، رغبةً في رفع معدلات الاندماج المهني وتجديد روح الفريق.
وعادةً ما تُنظم هذه الاجتماعات مرة أو مرتين في السنة، خلال الفترة ما بين ديسمبر ومارس، حيث تتيح للموظفين فرصة الخروج من الروتين المعتاد والتفاعل مع زملاء من أقسام مختلفة ضمن بيئة أكثر مرونة وبعيدة عن ضغوط المكتب.
وبحسب الباحثين، تلعب الاجتماعات الخارجية دورًا محوريًا في كسر حواجز التواصل بين الفرق المختلفة داخل المؤسسات الكبيرة، وتخلق فرصًا جديدة لتبادل الخبرات والأفكار بين الموظفين الذين لا تجمعهم مهام مشتركة في العمل اليومي.
وقد لاحظت شركات عدة أن هذه اللقاءات غير الرسمية، سواء أثناء تناول الوجبات أو الدردشات الجانبية، تمهّد لعلاقات عمل مثمرة على المدى البعيد.
كما كشفت الدراسة أن المشاركين في الاجتماعات كانوا أكثر قدرة على التواصل مع زملاء من أقسام أخرى داخل الشركة، وهو ما ساهم في تعزيز التفاهم المشترك وتسريع تنفيذ المشاريع متعددة التخصصات.
ويؤكد الباحثان أن هذا النمط من اللقاءات يساعد الموظفين على الظهور المهني وزيادة فرصهم في المشاركة بمشروعات جديدة نظرًا لما يخلقونه من اتصالات شخصية ومهنية فاعلة.
ومع تزايد الاعتماد على العمل الهجين والمرن، أصبحت الاجتماعات الخارجية أداة استراتيجية يعتمد عليها مسؤولو الموارد البشرية لبناء ثقافة تنظيمية أكثر تماسكًا وتحفيز فريق العمل على التعاون والإبداع.
ورغم أن البعض قد يرى فيها نشاطًا إلزاميًا غير ضروري، فإن نتائج الدراسة تؤكد أنها استثمار ذكي يعود بفوائد ملموسة على الشركات وموظفيها على حد سواء، عبر تعزيز الروابط البشرية والارتقاء بروح الجماعة داخل بيئة العمل الحديثة.
