قميص مارادونا التاريخي يُباع بسعر خيالي بعد 40 عامًا من معركة البرنابيو
حقق قميص مارادونا، أسطورة كرة القدم الأرجنتينية، الذي ارتداه خلال نهائي كأس ملك إسبانيا عام 1984 عندما كان لاعبًا في صفوف نادي برشلونة، رقمًا قياسيًا جديدًا في عالم مقتنيات كرة القدم، بعد بيعه في مزاد علني بسعر بلغ 179,207 دولارات أمريكية، أي ما يعادل نحو 152 ألف يورو وفق أسعار الصرف الحالية، ليُسجل بذلك أعلى مبلغ يُدفع في التاريخ لقاء قميص ارتداه النجم الأرجنتيني الراحل خلال مسيرته مع الأندية.
قصة قميص مارادونا التاريخي
القميص يعود إلى المباراة النهائية الصاخبة التي جمعت برشلونة وأتلتيك بلباو على ملعب سانتياغو برنابيو في عام 1984، والتي شهدت أحداثًا عنيفة عُرفت لاحقًا باسم «معركة البرنابيو».
وانتهت تلك المواجهة بمشاجرة جماعية بين لاعبي الفريقين، غادر خلالها دييغو أرماندو مارادونا أرض الملعب بقميص ممزق على صدره نتيجة الالتحامات القوية التي وُصفت حينها بـ«الأكثر وحشية» في تاريخ النهائيات الإسبانية.
وبعد المباراة، سلّم مارادونا قميصه إلى موظفة النادي المسؤولة عن جمع الأطقم لغسلها وإعدادها للمباريات المقبلة.
وأمام الضرر الكبير الذي لحق بالقميص، قررت الموظفة التخلص منه ظنًا أنه بلا قيمة، لكنها منحته لصديق يملك مطعمًا صغيرًا في برشلونة.
وبعد وفاته، ورث ابنه القميص ليبقى محفوظًا لعقود داخل العائلة دون إدراك لقيمته التاريخية.
وبعد مرور ما يقارب 30 عامًا، تواصل الوريث مع دار المزادات العالمية المتخصصة في مقتنيات كرة القدم Matchday Football Auctions، مؤكدًا اعتقاده أنه يمتلك «كنزًا رياضيًا حقيقيًا».
وبدأت حينها عملية توثيق وتحقيق دقيقة للقميص تضمنت مراجعة صور ومقاطع فيديو وأرشيف المباراة إلى جانب تقييم دقيق للنسيج والعلامات الأصلية. وبعد التأكد من أصالته بنسبة كاملة، تقرر عرضه للبيع ضمن مزاد خاص نظمته الدار في الولايات المتحدة.
القميص بيع بسعر أساسي 145,648 دولارًا قبل إضافة رسم المشتري البالغ 23%، ليرتفع المجموع النهائي إلى 179,207 دولارًا، ما جعله أغلى قميص ارتداه مارادونا في تاريخه مع الأندية، وأحد أبرز مقتنيات الكرة العالمية في السنوات الأخيرة.
رمزية القميص دفعت رئيس برشلونة الحالي جوان لابورتا إلى الظهور في صورة ترويجية ضمن الحملة الدعائية للمزاد، حيث أمسك بالقميص الممزق بين يديه، مؤكدًا على قيمته التاريخية وتأثيره في ذاكرة المشجعين.
القميص، الذي ظل لعقود يختزن قصة تجمع المجد والدراما، يجسد فصلًا خالدًا من مسيرة مارادونا داخل جدران برشلونة، ويؤكد من جديد أن بعض اللحظات لا تُقدّر بثمن مهما مرّ الزمن.
