إبداع صائغ الفضة الشهير بول ريفير يعود للحياة في مزاد نادر
كشفت دار المزادات العالمية سوذبيز في نيويورك، عن عرض زوج نادر من الكؤوس الفضية، يعود تاريخه إلى عام 1792، من إبداع الصائغ الأمريكي الشهير بول ريفير، أحد أبرز الحرفيين الذين ارتبطت أسماؤهم بتاريخ الولايات المتحدة في حقبة ما بعد الثورة.
وتُعرض القطعتان ضمن مجموعة روي جِه. زاكربرغ، أحد أبرز جامعي الفضة الأمريكية النادرة، بقيمة تقديرية تتراوح بين 600 و900 ألف دولار أمريكي.
ويتسم الزوج بتصميم بسيط من الفضة المصقولة، مزدان بحروف منقوشة تمثل الأحرف الأولى من اسمي موسيز وراشيل هايز داخل إطار بيضاوي دقيق مزخرف بشريطة، دلالة على الطابع الشخصي والهدايا الفنية في ذلك العصر.
وقد دُوّن اسم بول ريفير بالقرب من الحافة العليا للأكواب، في إشارة إلى توقيعه الرسمي.
وتشير سجلات "سوذبيز" إلى أن الكؤوس المصنوعة عام 1792 كانت من بين الطلبيات التي أنجزها ريفير خصيصًا لعائلة هايز، التي تعد من أوائل العائلات اليهودية البارزة في الساحل الشرقي الأمريكي.
وتُعد الأعمال من أندر القطع التي ما زالت موجودة في حالتها الأصلية حتى اليوم، إذ تعود ملكيتها لعائلة هايز بالتوارث حتى انتقلت لاحقًا إلى مجموعة مارك بورتمن في بوسطن، ثم إلى مؤسسة بورتمن-لورس الأمريكية، ومنها إلى المقتني الأمريكي إريك مارتن وونش، قبل أن يستحوذ عليها روي جِه. زاكربرغ في صفقة خاصة.
من هم مالكي الكؤوس الأصليين؟
ولد موسيز مايكل هايز عام 1739 في نيويورك لعائلة تجارية ثرية من أصول هولندية، وتزوج لاحقًا من راشيل مايرز شقيقة الصائغ المعروف ماير مايرز.
واتسمت العائلة بنشاط اجتماعي واسع داخل الجالية اليهودية، وعمل هايز لاحقًا على تأسيس مصرف ماساشوستس بنك عام 1784، الذي تطور لاحقًا إلى بنك أوف أمريكا.
وارتبط موسيز هايز بعلاقة صداقة وشراكة متينة مع بول ريفير في بوسطن، من خلال عضويتهما المشتركة في المحفل الماسوني الكبير في ماساتشوستس، وعند انتخاب هايز عام 1788 رئيسًا للمحفل، تولى ريفير منصب نائبه، قبل أن يخلفه في المنصب عام 1795.
وتشير مذكرات المؤرخين إلى أن هايز كان أحد أبرز رعاة ريفير، إذ طلب منه تنفيذ أكثر من 25 قطعة فنية تضمنت أباريق مزخرفة، وأدوات مائدة فضية، وأعمالًا شخصية دقيقة من الذهب والفضة.
واستُخدمت الكؤوس الأربع الأصلية، التي بقي منها زوج واحد فقط، داخل منزل عائلة هايز في بوسطن خلال المناسبات الدينية، وهو ما يعكس التزام العائلة بممارسة طقوسها، ويرجّح المؤرخون أن الكؤوس صُنعت خصيصًا لكل من الذكور البالغين الأربعة في بيت هايز، ما يمنحها قيمة رمزية وعائلية فريدة.
ارتبط اسم بول ريفير في الذاكرة الأمريكية كمقاتل في صفوف الاستقلال، لكنه كان أيضًا من أعظم صنّاع الفضة في تاريخ البلاد، وقد أصبحت أعماله محور اهتمام كبار مقتني التحف والمؤسسات الفنية على مستوى العالم، لما تمثله من مزيج نادر بين الحرفية العالية والتوثيق التاريخي للمرحلة التأسيسية للولايات المتحدة.
