لوحة من القرن التاسع عشر تثير ضجة في كريستيز.. وينسلو هومر يعود للأضواء
تستعد دار المزادات العالمية كريستيز لطرح واحدة من أبرز اللوحات الأمريكية في القرن التاسع عشر، وهي لوحة «متسلق جبل يستريح» (A Mountain Climber Resting) للفنان الأمريكي الشهير وينسلو هومر، وذلك ضمن مزاد فني ضخم من المقرر إقامته منتصف يناير 2026، بعد إغلاق باب التسجيل والمزايدة خلال 28 يومًا من الآن.
ومن المتوقع أن تجذب اللوحة اهتمامًا واسعًا من جامعي الأعمال الفنية حول العالم، خاصة مع تقدير قيمتها بين 1.5 و2.5 مليون دولار أمريكي.
تفاصيل لوحة «متسلق جبل يستريح»
رسم هومر هذه اللوحة عام 1869 باستخدام ألوان الزيت على القماش، بمقاس يقارب 26.7 × 36.8 سنتيمترًا. وتُجسد العمل لحظة تأمل لمتسلق يستريح على حافة صخرية في جبال نيوهامبشر البيضاء، حيث ينظر إلى الأفق وقد أحاطت به الطبيعة في مشهد يرمز إلى الصفاء الداخلي بعد الإنجاز.
وقد وصفت الباحثة باميلا جين ساشانت العمل بأنه «تعبير شاعر عن الانعزال الاختياري والتجدد الإنساني في أحضان الطبيعة».
وعُرضت اللوحة لأول مرة عام 1869 في صالة Doll & Richards في بوسطن، قبل أن تنتقل عبر أيدي مقتنين كبار من أبرزهم ميلسنت روجرز (Millicent Rogers)، الوريثة والمصممة الأمريكية البارزة التي احتفظت باللوحة في شقتها بنيويورك، حيث ظهرت في إحدى جلسات تصويرها لمجلة Vogue عام 1944.
كما عرضت اللوحة لاحقًا في كلٍّ من المتحف الوطني للفنون في واشنطن ومتحف المتروبوليتان للفنون بنيويورك ومتحف بورتلاند للفنون في ولاية مين ضمن معارض تناولت أثر هومر في تشكيل ملامح الفن الأمريكي الحديث.
يرى مؤرخ الفن روبرت ل. ماغراث أن اللوحة تُعتبر من أوائل الأعمال الفنية التي تناولت رياضة تسلق الجبال في الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن عام 1869 شهد افتتاح أول سكة حديد جبلية بخارية في جبل واشنطن، ما جعل هذه الرياضة رمزًا لروح المغامرة الجديدة في المجتمع الأمريكي.
وأضاف أن وضعية المتسلق في اللوحة تُحاكي تماثيل الآلهة الكلاسيكية، في استعارة فنية تُبرز الإنسان ككائن يتأمل الطبيعة لا ليغزوها، بل ليفهمها ويجد مكانه ضمنها.
يُتوقع أن تشهد لوحة وينسلو هومر منافسة كبيرة بين المزايدين في مزاد كريستيز المرتقب، خاصة في ظل القفزة التي شهدتها أسعار أعماله مؤخرًا؛ إذ بيعت إحدى لوحاته المائية عام 2022 مقابل 4.7 مليون دولار.
ويُجمع النقاد على أن «متسلق جبل يستريح» لا تمثل مجرد مشهد طبيعي، بل تحفة فنية تؤرخ لمرحلة تاريخية جسدت فيها أمريكا قيم الاكتشاف والتفاؤل والحرية الفردية بعد فترة الحرب الأهلية.
