قطبان شماليان للأرض.. أحدهما قد يغيّر اتجاهك إذا لم يتم ضبطه (فيديو)
فسّر البروفيسور سكوت برام من جامعة كليمسون في ولاية كاليفورنيا الجنوبية، أن كوكب الأرض يمتلك قطبين شماليين مختلفين: الأول هو القطب الشمالي الحقيقي الذي يمثل النقطة العليا لمحور دوران الكوكب، والثاني هو القطب الشمالي المغناطيسي الذي تعتمد عليه البوصلات وأجهزة الملاحة.
وأشار إلى أن القطب المغناطيسي يتحرك تدريجيًا منذ قرون في اتجاهات مختلفة، الأمر الذي يُحتّم على العلماء تحديث النماذج الجيومغناطيسية بانتظام لضمان دقة أنظمة الملاحة.
وأوضح برام أن أي تأخّر في تحديث هذه النماذج قد يؤدي إلى أخطاء في الاتجاهات داخل تطبيقات الملاحة على الهواتف الذكية أو السيارات، خصوصًا إذا تسارعت حركة القطب المغناطيسي دون أن تُجرى التعديلات اللازمة.
وأضاف أن تلك الأخطاء قد تتسبب في التباس الاتجاهات أو اتخاذ مسارات أطول، ما يُشكل خطرًا على المسافرين في المناطق النائية.
سبب حركة القطب الشمالي المغناطيسي
وتعود حركة القطب الشمالي المغناطيسي إلى النشاط الجيولوجي المستمر في باطن الأرض.
ويقع مركز هذا النشاط على عمق نحو 5,100 كيلومتر، حيث يوجد لبّ الأرض الصلب المحاط بنواة خارجية سائلة تتكون من الحديد والنيكل المنصهرين.
وبسبب حرارة اللب الداخلي، يتحرك هذا السائل المعدني كما تتحرك الحساء في قدر يغلي، مما يُولد حقلًا مغناطيسيًا هائلًا يغلف الكوكب بالكامل، ومع تغيّر تدفّق هذا الحديد المنصهر، يتغيّر موقع القطب المغناطيسي.
وتشير الدراسات إلى أن القطب كان يتحرك ببطء سابقًا بين 6 و9 أميال سنويًا، لكنه منذ التسعينيات تسارع إلى نحو 34 ميلًا في السنة، متجهًا من شمال كندا نحو القطب الجغرافي.
وأوضحت دراسة نُشرت في مجلة Nature Geoscience أن هذا التسارع مرتبط بتغيرات في حركة الحديد المنصهر، رغم أن السبب الدقيق لم يُحدَّد بعد.
تأثير حركة القطب الشمالي على أنظمة الملاحة
وتعتمد أنظمة الملاحة الحديثة، سواء كانت بوصلة تقليدية أو تطبيق GPS على الهواتف، على معرفة اتجاه الشمال المغناطيسي لتحديد الاتجاهات بدقة.
ولهذا، إذا تحرك القطب بسرعة كبيرة دون تحديث النماذج، فقد تظهر نتائج خاطئة في التحركات الجوية أو البرية.
ويُشير الخبراء إلى أن الفرق بين "الشمال الحقيقي" و"الشمال المغناطيسي"، والمعروف باسم الانحراف المغناطيسي، يجب أن يُؤخذ بعين الاعتبار دائمًا.
وتوفر الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية خدمة إلكترونية لتحديد هذا الفارق وتحديثه باستمرار.
أما الهواتف الذكية الحديثة، فتحتوي على أجهزة قياس مغناطيسية دقيقة تعمل تلقائيًا على تصحيح الاتجاهات باستخدام النموذج المغناطيسي العالمي.
ومع ذلك، فإن استمرار تسارع حركة القطب قد يستلزم تعديلات أكثر تواترًا مستقبلًا لتجنب أي اضطرابات في الرحلات الجوية أو البحرية أو حتى خرائط القيادة اليومية.
