سوبر ماريو.. سلاحك السري لمواجهة الإرهاق النفسي!
ممارسة ألعاب الفيديو ذات الطابع المرح، مثل سوبر ماريو وYoshi، قد تساعد الشباب في التعامل مع أعراض الإرهاق النفسي، وفقًا لدراسة جديدة نُشرت في مجلة JMIR Serious Games.
وخلص الباحثون إلى أن هذه الألعاب تُحفز إحساسًا يعرف بـ "الدهشة الطفولية"، وهو شعور بالفضول والانفتاح والبهجة، يسهم في تعزيز السعادة والتقليل من الإرهاق العاطفي.
كما أوضح الباحثون أن هذه النتائج تقدم مقاربة مختلفة للعلاج النفسي، خاصة لدى فئة الشباب الذين يعانون من ضغوط الحياة الجامعية وارتفاع تكاليف المعيشة مقارنة بتطلعاتهم المهنية.
وأشارت الدراسة إلى أن تلك المرحلة العمرية تعرف باسم "مرحلة البلوغ الناشئ"، وهي فترة مليئة بعدم الاستقرار والقلق والبحث عن الهوية، حيث يشكل الإرهاق النفسي خطرًا متزايدًا نتيجة التوتر المستمر ومقارنات وسائل التواصل الاجتماعي.
كيف تؤثر ألعاب سوبر ماريو على السعادة وتقليل الإرهاق
اعتمد فريق البحث المكوّن من وينزي تام وكونغكونغ هو وأندرياس بينيديكت آيسينغريش على منهجية بحث مختلطة، تضمنت مقابلات نوعية، وبدأت الدراسة بإجراء مقابلات متعمقة مع 41 طالبًا جامعيًّا ممن خاضوا تجارب لعب ممتدة مع ألعاب سوبر ماريو وYoshi، حيث عبّر المشاركون عن تأثير هذه الألعاب على مشاعرهم اليومية.
وأكد عدد من الطلاب أن الألوان الزاهية والموسيقى التفاؤلية ساعدتهم في الشعور بالأمان والاسترخاء، بينما وصف آخرون التجربة بأنها تشبه "الاحتماء ببطانية دافئة".
وأشار بعضهم إلى أن اللعبة أعادت إليهم القدرة على ملاحظة التفاصيل الصغيرة في حياتهم، مثل صوت القفز أو حركة الغيوم، مما ساعدهم على الانفصال عن الواقع المليء بالضغوط واستعادة الإحساس بالبهجة.
وفي المرحلة الثانية، أجرى الباحثون استبيانًا شمل 336 طالبًا جامعيًّا لقياس العلاقة بين ثلاثة متغيرات رئيسية: خطر الإرهاق، ومستويات السعادة العامة، وتجربة الدهشة الطفولية.
وأظهرت النماذج الإحصائية أن السعادة كانت العامل الوسيط الكامل في العلاقة بين الدهشة وتقليل الإرهاق، أي أن الألعاب خفّضت التعب النفسي بفضل زيادة مستويات السعادة الناتجة عن الإحساس بالدهشة والاكتشاف.
تأثير ألعاب سوبر ماريو على التوتر والصحة النفسية
أوضح الباحث أندرياس آيسينغريش أن النتائج تشير إلى أن "مفتاح مكافحة الإرهاق لا يكمن دائمًا في برامج الرفاهية التقليدية، بل في استعادة روح الفرح البسيط".
وأضاف أن ألعاب Nintendo تعمل كـ "عطلة ذهنية قصيرة" تمنح اللاعبين راحة مؤقتة من ضغوط الحياة الواقعية.
وأشار فريق البحث إلى أن أهمية هذه النتائج تكمن في اختلافها عن الدراسات السابقة التي ركزت فقط على الجوانب المعرفية أو الفسيولوجية للألعاب الإلكترونية.
بينما تبرز هذه الدراسة التأثير العاطفي الإيجابي للألعاب غير العنيفة ذات الأجواء المبهجة، مثل سوبر ماريو، التي تخلق تجربة نفسية صحية ومريحة.
ومع ذلك، يؤكد الباحثون أن هذه الألعاب ليست علاجًا بديلاً للعوامل المسببة للإرهاق مثل المشكلات الاقتصادية أو البيئية، وأن الفوائد تظهر فقط مع الاستخدام المعتدل والطوعي. وتوصي الدراسة بإجراء أبحاث مستقبلية لتتبع التأثيرات طويلة المدى ومعرفة ما إذا كانت أنواع أخرى من الألعاب قد تحقق نتائج مشابهة.
