ناسا تستعد لاختراق قلب مجرتنا وكشف أسرارها المخفية
أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا عن خطتها لاستخدام تلسكوب نانسي غريس رومان الفضائي ، في مهمة علمية تمثل خطوة جديدة في استكشاف مجرة درب التبانة، من خلال رصدها لتفاصيل لم تُشاهد من قبل.
يعتمد التلسكوب على تكنولوجيا الرؤية بالأشعة تحت الحمراء، التي تتيح له اختراق المناطق الأكثر كثافة بالغبار داخل المجرة، ومشاهدة ما يقارب 20 مليار نجم لم يُرصد معظمها سابقًا.
مشروع ناسا لاستكشاف مجرة درب التبانة
يأتي هذا المشروع الطموح استكمالًا لجهود بعثات سابقة لرسم خريطة لمجرة درب التبانة، ومنها بعثة غايا التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، التي أنهت مهامها بعد أن تمكنت من تحديد مواقع نحو ملياري نجم فقط، باستخدام الضوء المرئي.
غير أن الكثافة العالية للغبار في بعض مناطق المجرة تسببت في حجب الرؤية أمام غايا، مما استدعى تطوير أدوات قادرة على الرصد في أطوال موجية أطول مثل الأشعة تحت الحمراء، وهو ما يميز "رومان" ويمنحه قدرة على النفاذ عبر هذا الحجب الكوني الكثيف.
وتغطي درب التبانة مساحة تمتد لأكثر من 100 ألف سنة ضوئية، وتضم ما يزيد على 100 مليار نجم، لكن جزءًا كبيرًا منها ما زال مجهولًا بسبب ضعف الرؤية في الطبقات المملوءة بالغبار.
وهنا تتوقع ناسا أن يغير "رومان" هذا الواقع، بفضل رؤيته المتقدمة، التي ستمنح العلماء منظورًا جديدًا عن مجرتنا وأصولها وبنيتها.
ومن المقرر أن يبدأ تلسكوب «رومان» رحلته الفضائية في مايو 2027، غير أن وكالة ناسا تدرس إمكانية تقديم الإطلاق إلى خريف 2026، إذا اكتملت الاستعدادات التقنية في وقت مبكر.
وتمتد المهمة الأساسية للتلسكوب لمدة خمس سنوات، يتخلل أول عامين منها تنفيذ مشروع «المسح المجرّي»، الذي سيغطي نحو 700 درجة مربعة من السماء على امتداد الحزام اللامع لمجرة درب التبانة، في إطار خطة دقيقة لرصد بنية المجرة ومكوناتها بأعلى مستوى من التفاصيل.
وتعادل هذه المساحة حجم 3,500 قمر مكتمل في السماء، بينما ستمتد فترة المسح إلى 29 يومًا موزعة على عامين لضمان دقة الملاحظات واستمرارية الرصد عبر نطاق زمني كافٍ.
وبفضل الأشعة تحت الحمراء، سيتمكن "رومان" من الرؤية عبر الغبار لمراقبة بنية النجوم وتفاعلاتها في المناطق المركزية من المجرة، ما سيتيح دراسة تكوينها وتطورها بدقة متناهية.
ويؤكد العلماء في وكالة ناسا أن هذا المسح سيقدم تفاصيل لم يسبق أن تم توثيقها عن نواة مجرة درب التبانة، ويساعد في إعادة بناء فهم أوسع لكيفية تشكّل النجوم والعلاقات المعقدة التي تربطها بمحيطها، كما يُعد المشروع خطوة أساسية نحو وضع خريطة جديدة شاملة لبنية المجرة والعمليات الفيزيائية التي تديرها.
