خبراء جامعة فالنيسيا يكشفون تفاصيل جديدة مرعبة عن ثوران فيزوف
أعلن باحثون في جامعة فالنيسيا عن تفاصيل ثوران بركان فيزوف، الواقع على الساحل الغربي لإيطاليا، والذي وقع في العام 79 ميلادية، مدمرًا المدن الإيطالية الجنوبية: بومبي، وأوبلونتيس، وستابيا تحت طبقات كثيفة من الرماد والحجارة، فيما غمرت مدينة هيركولانيوم بمزيج من الطين والحمم البركانية.
ويعد بركان فيزوف، البركان النشط الوحيد في أوروبا القارية، من أخطر البراكين في العالم، فقد أودت موجة من الحمم البركانية الساخنة، التي وصلت درجة حرارتها إلى 500°م، بحياة جميع السكان على الفور، خلال ثورته المذكورة، حيث تدفقت موجات سريعة من الغازات الساخنة والمواد البركانية على جوانب البركان بسرعات تقارب 700 كيلومتر في الساعة، ودرجات حرارة تصل إلى 1000°م، ما جعلها أخطر من تدفقات الحمم العادية.
شاهد هذه الكارثة من بعيد المؤرخ والشاعر بليني الأصغر (Pliny the Younger)، الذي وصف الثوران في رسائل وجدت في القرن السادس عشر، مشيرًا إلى أن الأعمدة الدخانية ارتفعت كأشجار الصنوبر وأظلمت المدينة كالليل.
فيما ركض الناس لإنقاذ حياتهم حاملين المصابيح، بينما كان الرماد والحصى البركاني يتساقط لساعات طويلة، مع انهيار أعمدة البركان، ما أدى إلى تدفق جارف من الرماد والغازات السامة بسرعة 199 كم/س، ليدفن الضحايا وبقايا الحياة اليومية.
وفي هيركولانيوم، قضى مئات اللاجئين الذين لجأوا إلى الأرصفة المقوسة بالقرب من الشاطئ، محتفظين بمجوهراتهم وأموالهم، نحبهم على الفور.
وتكشف "حديقة الفارين" (Orto dei fuggiaschi) عن 13 جثة لأشخاص حاولوا الفرار من بومبي أثناء الثوران، حيث غطت موجات الرماد أجساد الفارين أو المختبئين داخل منازلهم، ولم يقدر بليني عدد القتلى بدقة، لكن التقديرات تشير إلى أكثر من 10 آلاف شخص.
ورغم المأساة، ساهم هذا الثوران في حفظ المدن تحت الرماد، حتى إعادة اكتشافها من قبل علماء الآثار بعد نحو 1700 عام، وتوفر الحفريات في بومبي، المركز الصناعي للمنطقة، وهيركولانيوم، المنتجع الشاطئ الصغير، رؤى غير مسبوقة عن الحياة الرومانية، إذ يواصل علماء الآثار اكتشاف المزيد من الأسرار، بما في ذلك زقاق من المنازل الفخمة، احتفظت شرفاتها بألوانها الأصلية تقريبًا حتى اليوم.
