كيف تعيد النماذج المفتوحة رسم خريطة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي؟
أكد مارك سورمان رئيس مؤسسة موزيلا أن السؤال عن موعد انفجار فقاعة الذكاء الاصطناعي أصبح متكررًا جدًا، وعن رأيه في ذلك قال إنه يعتقد أن النماذج المفتوحة المصدر هي العامل الذي قد يفجّر هذه الفقاعة قريبًا.
وأوضح سورمان رئيس مؤسسة موزيلا، في مقاله الأخير بصحيفة فايننشال تايمز، أن التقييمات الحالية للشركات تعتمد على افتراض وجود حواجز احتكارية قوية تمنع منافسة جديدة، وأن شركات قليلة فقط قادرة على بناء نماذج متقدمة، مما يمنحها القدرة على تحقيق أرباح شبه احتكارية.
انفجار فقاعة الذكاء الاصطناعي
وشدد مارك سورمان على أن هذا الافتراض لم يعد صائبًا، مشيرًا إلى أن النماذج المفتوحة المصدر يمكن أن تقدم أداء مشابهًا للنماذج المغلقة، وبكلفة أقل بكثير، ما يهدد أسس التقييمات السوقية الحالية.
وأبرز سورمان دراسة حديثة أعدها الاقتصادي فرانك ناجل من MIT، أظهرت أن النماذج المفتوحة أرخص ستة أضعاف من النماذج المغلقة، كما تقلص الفجوة في الأداء خلال أشهر قليلة من أي إصدار جديد للنماذج المغلقة.
ويضيف رئيس مؤسسة موزيلا أن هذا قد يوفر للمستخدمين ما بين 20 إلى 48 مليار دولار سنويًا إذا اختاروا النماذج الأفضل من حيث السعر والأداء.
وأشار سورمان إلى أن الشركات الرائدة عالميًا في الذكاء الاصطناعي المفتوح غالبًا ما تكون صينية، مثل DeepSeek وAlibaba، بينما بدأت الشركات الغربية تلحق بالركب، مثل الفرنسية Mistral التي أصدرت جميع نماذجها مفتوحة المصدر، ومختبر Ai2 في سياتل الذي كشف جميع مراحل تطوير نماذج Olmo، ما يمنح المطورين مرونة أكبر لبناء التطبيقات والخدمات.
المصدر المفتوح في سوق الذكاء الاصطناعي
نبه سورمان إلى أن بعض الحكومات، خصوصًا في أوروبا وكندا، تركز استثماراتها على النماذج المغلقة، متجاهلة أن المصدر المفتوح قد يحقق أهداف السيادة التقنية والنمو الاقتصادي بشكل أسرع وأرخص.
وأوضح رئيس مؤسسة موزيلا أن نقطة التحول المحتملة قد تأتي عندما تعلن شركة كبرى عن اعتماد نموذج مفتوح المصدر، أو يُبنى تطبيق استهلاكي بارز على نموذج مفتوح بالكامل، عندها سيدرك المستثمرون أن قواعد اللعبة قد تغيرت، وأن الشركات ذات التقييمات المنخفضة اليوم قد تكون الفائز الأكبر غدًا، على غرار ما حدث مع نظام لينكس مفتوح المصدر بعد فقاعة الدوت كوم.
