صدمة في مرسيدس.. مهندس الهوية البصرية يغادر بعد عقود من الإبداع
أعلنت شركة مرسيدس رسميًا أن غوردن فاغنر، كبير المصممين ورئيس قسم التصميم في الشركة، سيغادر منصبه في 31 يناير 2026، ليطوي بذلك صفحة استثنائية امتدت لما يقرب من ثلاثين عامًا شكّل خلالها ملامح هوية مرسيدس الحديثة.
وجاء رحيل فاغنر عقب اتفاق مشترك بينه وبين الشركة، بناءً على طلبه، وفق بيان رسمي لـ«مرسيدس»، دون الكشف عن التفاصيل الخاصة بإنهاء التعاقد.
وقد ارتبط اسم فاغنر بالعلامة الألمانية منذ عام 1997، حين انضم إلى فريق التصميم ليبصم منذ البداية على أعمال أيقونية مثل SLR McLaren، وA-Class (W176)، وS-Class (W222)، إلى جانب مجموعة واسعة من الطرازات التي حملت توقيعه البصري المميز.
وفي عام 2008، تولى فاغنر قيادة قسم التصميم العالمي لدى الشركة، ثم أصبح أول رئيس للتصميم التنفيذي في تاريخ «مرسيدس»، وهو المنصب الذي كرّس دوره في صياغة فلسفة التصميم الشاملة لمجموعة علامات الشركة التابعة، بما في ذلك مرسيدس-بنز ومرسيدس-مايباخ ومرسيدس-AMG وجي كلاس وسمارت.
إرث غوردن فاغنر مع مرسيدس
تمتد تأثيرات فاغنر إلى ما يتجاوز عالم السيارات، إذ قاد مبادرة Mercedes-Benz Style التي وسّعت نطاق تصميمات الشركة لتشمل مروحيات فاخرة ويخوتًا ومفروشات راقية، إضافة إلى مشاريع معمارية مميزة مثل Mercedes-Benz Places Miami، التي تجسّد فلسفته في الدمج بين الفخامة المستقبلية والأناقة الألمانية الكلاسيكية.
ومع ذلك، يرحل فاغنر في وقت تواجه فيه «مرسيدس» مرحلة حساسة تتخللها انتقادات لاذعة للتوجّه التصميمي الحديث، لا سيما في طرازات سلسلة EQ الكهربائية، التي وُصفت بأنها تفتقر إلى الشخصية الجريئة التي ميّزت العلامة سابقًا.
كما أطلقت الشركة مؤخرًا تحديثًا عاجلًا لطراز EQS في محاولة لتحسين مظهره، بعد الانتقادات التي طالت تصميم الواجهة.
وتزايدت الانتقادات أيضًا حول تركيز الشركة على التقنيات البصرية والترفيهية، مثل الشاشات التي تغطي لوحات القيادة وكاميرات السيلفي، على حساب اللمسات الفاخرة التي عُرفت بها سيارات مرسيدس لعقود طويلة.
هذا التوجّه جعل مستقبل الهوية البصرية للشركة محل تساؤلات بين متابعين وخبراء الصناعة.
وأشاد رئيس مجلس إدارة الشركة أولا كالينيوس بإرث فاغنر قائلًا: «لقد شكّل هوية علامات مرسيدس برؤيته التصميمية الفريدة، وأسهم في تحويل منتجاتنا إلى رموز عالمية للجمال والابتكار».
وأضاف أن فاغنر ترك بصمة دائمة في عالم التصميم، ستظل تؤثر في توجه الشركة ومستقبل الصناعة لسنوات قادمة.
ورحيل غوردن فاغنر لا يمثل نهاية لمسيرة مهنية مؤثرة فحسب، بل بداية فصل جديد تواجه فيه «مرسيدس» معضلة الحفاظ على إرثها الفاخر بينما تبحث عن لغة تصميمية تُوازن بين التقنية والأصالة.
