لماذا ينصح مارك كوبان الشباب بالعمل في الشركات الصغيرة والمتوسطة بدلًا من الشركات الكبرى؟
حذر الملياردير الأمريكي ورائد الأعمال مارك كوبان المهندسين الشباب من الانضمام مباشرة إلى الشركات الكبرى، مشددًا على أن الشركات الصغيرة والمتوسطة توفر فرصًا أفضل لصنع تأثير حقيقي في مشاريع الذكاء الاصطناعي.
وقال كوبان في مقابلة مع شبكة CNBC وخلال برنامجه الصوتي "The Dumbest Guy in the Room"، إن الخريجين الجدد يستطيعون تحقيق نتائج ملموسة بسرعة أكبر في الشركات الناشئة مقارنة بالشركات متعددة الجنسيات، حيث غالبًا ما تُخفّف الهيكلية الكبيرة من قيمة مساهمة الفرد.
سبب تفضيل كوبان لشركات الذكاء الاصطناعي الصغيرة
وأوضح كوبان أن الشركات الصغيرة غالبًا ما تكون مدفوعة بروح ريادة الأعمال، وتفتقر إلى الأقسام التقنية العميقة الموجودة في الشركات الكبرى، ما يجعل توظيف مهندس شاب ماهر بالذكاء الاصطناعي خطوة استراتيجية تتيح للشركة الاستفادة منه مباشرة.
وقال: "الشركات الصغيرة والمتوسطة لا تمتلك العمق الكبير الموجود في الشركات الكبرى. عادةً ما تكون مدفوعة بمشاريع ريادية ولا تملك مرونة كبيرة للبحث الطويل. استقدام خريج جديد للعمل على مشاريع الذكاء الاصطناعي يكون غير مكلف ويمكن أن ينتج عنه نتائج فورية."
واستشهد كوبان بشركته الخاصة "Cost Plus Drugs"، مشيرًا إلى كيف يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي أن تساعد في أتمتة العمليات وتحسين الإنتاجية، وتعزيز التنافسية، وزيادة الأرباح. وأكد أن المهارات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي قد تضيع في الشركات الكبرى بين آلاف الموظفين الذين يمتلكون معرفة متشابهة، بينما يمكن للخريج الجديد أن يصبح عنصرًا حيويًا في الشركات الأصغر التي تفتقر إلى هذا النوع من الخبرة.
كما قارن كوبان الموجة الحالية للذكاء الاصطناعي ببدايات الإنترنت، حيث كان الشباب أكثر دراية بالتقنيات الجديدة وتم توظيفهم سريعًا لتنفيذ الابتكارات بينما كان كبار المسؤولين التنفيذيين أقل قدرة على التعامل معها.
وأضاف: "الآن كما كان الحال مع الإنترنت في بداياته، الخريجون الجدد لديهم القدرة على التكيف مع تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل أسرع من الشركات الكبيرة، ويمكنهم تحويل هذه المعرفة إلى قيمة فعلية للشركة."
واقع الاستثمار في الذكاء الاصطناعي
وأشار كوبان إلى أن حوالي 95% من الشركات لم تحقق بعد عوائد ملموسة من استثماراتها في الذكاء الاصطناعي، مع استثناءات قليلة تركز بشكل رئيسي على الشركات الناشئة بقيادة رواد شباب.
وشدد على ضرورة تعلم الشباب أكبر قدر ممكن عن الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن فهم كيفية تطبيق هذه التقنيات يمكن أن يكون عاملًا حاسمًا في تحقيق ميزة تنافسية حقيقية في المستقبل.
