مارك كوبان ينصح جيل "زد": الشركات الصغيرة هي المستقبل في عصر الذكاء الاصطناعي
في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم بفعل انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي، وجّه الملياردير الأمريكي مارك كوبان نصيحة لافتة إلى أبنائه وجيل الشباب الباحثين عن فرص عمل، دعاهم فيها إلى التوجه نحو الشركات الصغيرة عوضًا عن المؤسسات الكبرى، كونها البيئة الأنسب لاكتساب الخبرة واستثمار مهارات الذكاء الاصطناعي بفاعلية.
أوضح كوبان، المالك السابق لفريق "دالاس مافريكس" Dallas Mavericks والمستثمر الشهير في برنامج "شارك تانك"، خلال حديثه لقناة CNBC، أن الشركات الصغيرة والمتوسطة تمنح الموظفين الجدد فرصًا فعلية لتطبيق مهاراتهم التقنية، على عكس المؤسسات الكبرى التي تمتلك فرق تكنولوجيا معلومات متقدمة، مما يقلل من بروز إسهامات الخريجين الجدد داخلها.
وأضاف أن الشركات الريادية الصغيرة تفتقر عادة إلى فرق بحث وتطوير متخصصة، ما يجعل توظيف خريج جديد قادر على بناء مشاريع تعتمد "الذكاء الاصطناعي الوكالي" خيارًا منخفض التكلفة وعالي الجدوى يحقق نتائج فورية.
مستقبل الشركات مع الذكاء الاصطناعي
أظهر استطلاع أجرته شبكتا CNBC وSurvey Monkey أن 37% من أصحاب الشركات الصغيرة يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي حاليًا، في حين يخطط أكثر من 70% منهم لزيادة استثماراتهم في هذا المجال قريبًا.
ويشير مارك كوبان إلى أن ما يمنح شباب جيل "زد" الباحثين عن عمل ميزة حقيقية هو قدرتهم على تطوير "وكلاء ذكاء اصطناعي"؛ وهي أنظمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتنفيذ المهام الروتينية بشكل ذاتي، مثل تحرير البيانات ومراجعة الفواتير والتدقيق في السجلات، مما يرفع كفاءة الشركات الصغيرة ويخفض نفقاتها التشغيلية.
وبيّن كوبان أن اكتساب هذه المهارات لا يحتاج إلى خبرة عميقة في البرمجة، بل إلى فهم أساسي لكيفية عمل النماذج الذكية، مشيرًا إلى أنه يشجع أبناءه الدارسين في جامعتي فاندربيلت وUCLA على تعلم الذكاء الاصطناعي وتطبيقه عمليًا داخل بيئات العمل الحقيقية.
وفي تصريحات سابقة، لخّص كوبان رؤيته المستقبلية بالقول: "في قادم السنوات سيكون هناك نوعان من الشركات فقط؛ شركات تجيد الذكاء الاصطناعي، وأخرى لم يعد لها وجود في السوق".
وتأتي نصيحته هذه في وقت تتسع فيه الفجوة الإنتاجية بين المؤسسات الكبرى ونظيراتها الصغيرة؛ إذ كشف تقرير صدر في أكتوبر 2025 أن مؤشر S&P 500 ارتفع بنسبة 74% منذ ظهور ChatGPT عام 2022، مقابل 39% فقط لمؤشر Russell 2000 الخاص بالشركات الصغيرة، في إشارة إلى تفوق الشركات الكبرى في الاستفادة من مكاسب الكفاءة.
أما دراسة المنتدى الاقتصادي العالمي فقد بيّنت أن 40% من الشركات الكبرى تخطط لتقليص العمالة في الوظائف القابلة للأتمتة، في حين تظل الشركات الصغيرة الساحة الأبرز لاستقطاب الكفاءات الشابة وتوظيف مهارات الذكاء الاصطناعي في تحقيق النمو.
