النساء أكثر تهذيبًا من الرجال.. دراسة تكشف مفاجآت في سلوك البشر مع الذكاء الاصطناعي
كشفت دراسة حديثة أعدّتها مؤسسة YouGov وشملت أكثر من 12,000 مستخدم لأدوات الذكاء الاصطناعي من 17 دولة، أن التهذيب الرقمي لا يزال بعيدًا عن أن يصبح سلوكًا عالميًا.
أظهرت النتائج أن 43% فقط من المستخدمين حول العالم يقولون "من فضلك" أو "شكرًا" بانتظام عند التفاعل مع أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT أو Alexa، فيما 17% لا يستخدمون هذه العبارات مطلقًا.
بيّنت الدراسة، التي أُجريت حديثاً، أن دولًا مثل الهند، المكسيك، والإمارات العربية المتحدة تتصدر القائمة، حيث قال أكثر من 50% من المستخدمين في هذه البلدان إنهم يستخدمون عبارات المجاملة بشكل دائم أو متكرر. في المقابل، جاءت الولايات المتحدة، الدنمارك، والسويد في ذيل القائمة، مع أكثر من 40% من المستخدمين الذين نادرًا أو لا يستخدمون كلمات المجاملة على الإطلاق.
تأثير الجنس والمنصات على سلوك التهذيب مع الذكاء الاصطناعي
لفتت الدراسة أيضًا إلى وجود فروق ملحوظة بين الجنسين. ففي المتوسط، النساء أكثر تهذيبًا من الرجال عند التفاعل مع الذكاء الاصطناعي: 21% من النساء يستخدمن عبارات المجاملة دائمًا مقابل 17% من الرجال. في المقابل، 33% من الرجال لا يستخدمون كلمات التهذيب أبدًا أو نادرًا، مقارنة بـ 29% من النساء.
اللافت أن هذا التفاوت يتبدّل في بعض الدول مثل الدنمارك والسويد، حيث يتفوق الرجال في التهذيب الرقمي على النساء. أما الولايات المتحدة، فقد سجلت أعلى فارق بين الجنسين: النساء الأمريكيات أكثر تهذيبًا من الرجال بنسبة 14 نقطة مئوية.
أما على مستوى منصات التواصل الاجتماعي، فقد كشفت البيانات أن مستخدمي X (تويتر سابقًا) هم الأقل تهذيبًا، بينما أظهر مستخدمو Pinterest وLinkedIn ميلاً أكبر لاستخدام العبارات المهذبة.
يُذكر أن مستخدمي LinkedIn هم الأكثر تفاعلًا مع أدوات الذكاء الاصطناعي، بنسبة تصل إلى 71%.
تهذيب الأمريكيين مع الذكاء الاصطناعي
رغم ريادتها في مجال التكنولوجيا، تحتل الولايات المتحدة مركزًا متأخرًا في سلوكيات المجاملة الرقمية. ويُظهر تحليل داخلي للدراسة أن الأمريكيين فوق سن 45 هم الأقل استخدامًا لعبارات مثل "شكرًا" و"من فضلك"، بينما أظهر المديرون التنفيذيون في بيئات العمل أكبر معدلات استخدام لعبارات التهذيب بنسبة 49%.
وكان الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، سام ألتمان، قد علّق في أبريل الماضي بأن تكلفة التهذيب في التفاعل مع الذكاء الاصطناعي – من حيث الطاقة المستهلكة – تُقدّر بعشرات ملايين الدولارات، لكنه اعتبرها "تكلفة مستحقَّة تمامًا".
