خبير ذكاء اصطناعي يرفض عرضًا ضخمًا من ميتا.. فهل تعجز المليارات عن جذب العقول؟
في خطوة هزّت عالم التقنية، كشفت مصادر مقربة من مؤسس شركة Abel، دانيال فرانسيس، أن شركة Meta عرضت على أحد كبار خبراء الذكاء الاصطناعي مبلغًا خياليًا بلغ 1.25 مليار دولار مقابل العمل معها لمدة أربع سنوات، بواقع أكثر من 300 مليون دولار سنويًا.
ورغم أن هذا العرض يعتبر من أعلى العروض في تاريخ وادي السيليكون، فإن الخبير، الذي لم يُذكر اسمه، رفض العرض، وهو ما أثار موجة من الجدل والتساؤلات حول دوافع القرار.
العرض تم الكشف عنه على منصة X، عبر حساب فرانسيس، مما دفع المتابعين للتكهن باسم الخبير وما إذا كان العرض حقيقيًا، وبحسب فرانسيس، فإن هذا ليس استثناءً بل جزء من سباق محتدم بين الشركات الكبرى لاستقطاب نخبة العقول في الذكاء الاصطناعي.
كيف تجذب ميتا خبراء الذكاء الاصطناعي؟
تشير التقارير إلى أن شركة ميتا بقيادة مارك زوكربيرغ تكثف جهودها لجذب أفضل الكفاءات في الذكاء الاصطناعي، حيث تُقدم حزم توظيف من 7 إلى 10 أرقام، إضافة إلى حوافز مباشرة مثل الجلوس بجانب زوكربيرغ نفسه في المقر الرئيسي الذي أُعيد تصميمه لهذا الغرض.
ميتا لا تكتفي بالأجور العالية، بل استثمرت مليارات في شركات داعمة مثل Scale AI، وجلبت الرئيس التنفيذي لها ألكسندر وانغ ليقود مشروع "الذكاء الفائق Superintelligence"، وكل هذه الخطوات تُشير إلى أن الشركة تسعى لأن تكون في طليعة المنافسة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي.
لكن في المقابل، يرى البعض أن هذه الاستراتيجية قد تكون رهانًا محفوفًا بالمخاطر، فبحسب سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، فإن المال وحده لا يكفي لجذب العقول المتميزة، مؤكدًا أن "المُبشرين" أصحاب الرسالة سيتفوقون دائمًا على "المرتزقة" الباحثين عن المال.
هل عروض ميتا للذكاء الاصطناعي حقيقية أم مبالغ فيها؟
اللافت في القصة ليس فقط الرقم المعروض، بل أن الرفض جاء رغم ضخامة المكافأة، وهو ما يسلّط الضوء على تحولات جديدة في سوق الكفاءات التقنية: إذ لم تعد الأموال وحدها كافية لجذب العقول، بل أصبحت الثقافة، والرسالة، والاستقلالية عوامل حاسمة.
اقرأ أيضاً ميتا تغري أحد كبار قادة أبل للانضمام إلى وحدة الذكاء الفائق
ويُذكر أن مهندسًا سابقًا في OpenAI انضم مؤخرًا إلى ميتا نفى حصوله على مكافأة بقيمة 100 مليون دولار، واصفًا ذلك بأنها "أخبار كاذبة"، ما يثير تساؤلات حول مدى دقة الأرقام المُتداولة، وهل تستخدمها ميتا كأداة ضغط نفسي في حرب المواهب.
ومع تصاعد السباق نحو تطوير الذكاء الاصطناعي، يبقى السؤال مطروحًا: هل هذه العروض حقيقية بالكامل؟ أم مجرد تحركات استراتيجية تهدف لإرباك المنافسين؟ الجواب ربما يحتاج بعض الوقت ليظهر بوضوح.
