مشهد مذهل.. طائرة بوينغ 777 تخضع لأحد أصعب اختبارات الطيران في التاريخ (فيديو)
في واحدة من أصعب التجارب التي تخضع لها الطائرات التجارية قبل دخولها الخدمة، أجرت شركة بوينغ اختبارًا استثنائيًا لطائرتها العملاقة بوينغ 777-300ER، حيث أظهرت الطائرة سلوكًا غير متوقع أثناء تنفيذ تجربة “الإقلاع المرفوض”.
ويهدف الاختبار إلى التحقق من كفاءة نظام التوقف الطارئ للطائرة التي يبلغ وزنها نحو 350 طنًا، عبر محاكاة عملية إيقاف فوري بعد تجاوز السرعة القصوى قبل الإقلاع بثوانٍ، وهي لحظة تتطلب من النظام الميكانيكي والفرامل الهيدروليكية أقصى أداء ممكن لوقف الطائرة بأمان دون فقدان السيطرة.
وخلال التجربة، ظهرت الطائرة وكأنها “تنجرف” أو تنزلق بشكل جانبي على المدرج، في مشهد نادر أظهر القوة الهائلة الناتجة عن احتكاك الإطارات مع الأرض أثناء التوقف المفاجئ.
تفاصيل اختبار السلامة لطائرات بوينغ
تخضع طائرات بوينغ لسلسلة واسعة من الاختبارات القاسية قبل الحصول على شهادة الاعتماد من سلطات الطيران العالمية، وتشمل التجارب الخاصة بطراز 777-300ER فحص أنظمة الضغط والتوازن والفرملة والتحكم في السرعة خلال الظروف الجوية المختلفة.
ويُعتبر اختبار “الإقلاع المرفوض” أحد أكثر التجارب دقة، إذ تُجرى عند أقصى وزن تحميل للطائرة وبأقصى سرعة مخصصة للإقلاع، دون الاستعانة بأي مساعدات إلكترونية لتوزيع القوة أو التحكم في الاتجاه. والهدف من هذه التجربة هو التأكد من قدرة الفرامل على امتصاص الطاقة الحرارية الناتجة عن التوقف الفوري، وضمان عدم حدوث تلف في الإطارات أو الأنظمة الهيدروليكية.
وتُظهر المشاهد التي وثّقتها الشركة مدى قوة التصميم الهندسي للطائرة التي تمكنت من التوقف الكامل دون فقدان السيطرة أو حدوث أضرار في الهيكل، رغم أن الحرارة الناتجة عن نظام الكبح وصلت لمستويات قياسية.
يأتي هذا الاختبار ضمن سلسلة التجارب الدورية التي تجريها بوينغ قبل اعتماد كل طراز جديد من طائراتها التجارية بعيدة المدى. وتُعد بوينغ 777-300ER واحدة من أكثر الطائرات موثوقية في العالم، إذ تُستخدم على نطاق واسع من قبل شركات الطيران الكبرى بفضل مدى طيرانها الطويل وكفاءتها العالية في استهلاك الوقود.
ويؤكد هذا النوع من التجارب مدى اعتماد الشركة الأمريكية على فلسفة التصميم الآمن القائمة على اختبار الطائرات في أقصى الظروف المحتملة لضمان سلامة الركاب والطاقم في الحالات الطارئة. ومن خلال أداء الطائرة المذهل في هذا الاختبار، أثبتت بوينغ مجددًا متانة هندستها ودقة معاييرها في صناعة الطيران العالمي.
