لاري إليسون يتراجع عن قمة الأغنياء بعد خسارة تاريخية في وول ستريت
شهدت أسواق المال الأمريكية يوم الخميس الماضي موجة من الهبوط الحاد في أسهم شركة أوراكل للبرمجيات، ما أدى إلى خسارة مؤسسها المشارك لاري إليسون نحو 25 مليار دولار من ثروته خلال 24 ساعة فقط، وفقًا لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات. ويُعد هذا التراجع من أكبر الخسائر الفردية المسجلة في العام 2025.
وبحسب مؤشر بلومبرغ للمليارديرات، انخفضت ثروة إليسون إلى 258 مليار دولار بعد أن تراجعت أسهم أوراكل بأكثر من 11% في تداولات ما بعد الإغلاق، عقب إعلان الشركة عن أرباح دون التوقعات. وخلّف هذا الأداء المالي الضعيف موجة من القلق لدى المستثمرين بشأن حجم الإنفاق الكبير للشركة في مجال البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
تراجع أسهم أوراكل وتأثيرها على ثروة لاري إليسون
كان إليسون قد تصدّر قائمة أغنى شخص في العالم مؤقتًا في سبتمبر الماضي متفوقًا على إيلون ماسك، بعد ارتفاع أسهم أوراكل بنسبة 43% بدعم التوسع في قطاع الحوسبة السحابية. لكن النتائج الأخيرة التي جاءت أقل من توقعات المحللين أعادت الضغط على السهم، ما انعكس سلبًا على ثروة مؤسس الشركة البالغة من العمر 81 عامًا.
ورغم ارتفاع إيرادات الشركة بنسبة 14% مقارنة بالعام الماضي، فإن ذلك لم يكن كافيًا لطمأنة المستثمرين بشأن تكلفة التوسع السريع في مشروعات الذكاء الاصطناعي، والتي تُعد ركيزة أساسية في خطة أوراكل للمستقبل.
من جانبه، أشار كلاي ماجويرك، الرئيس التنفيذي المشارك لشركة أوراكل، إلى أن الشركة "لن تحتاج إلى أكثر من 100 مليار دولار لبناء مراكز بياناتها المستقبلية"، مؤكدًا أن حجم ديون الشركة ما زال ضمن التصنيف الاستثماري الآمن، رغم القفزات الكبيرة في الإنفاق خلال العام الماضي.
تأثير تقلبات الأسهم على ثروات أثرياء قطاع التكنولوجيا
لم يكن إليسون الوحيد الذي تأثرت ثروته خلال عام 2025، إذ فقد إيلون ماسك نحو 35 مليار دولار خلال ثلاثة أيام في أبريل الماضي، بينما خسر مارك زوكربيرغ قرابة 24 مليار دولار نتيجة مخاوف من التأثيرات الاقتصادية لخطط الرسوم الجمركية الأمريكية.
ورغم هذه الخسائر، لا يزال إليسون من بين أغنى 5 شخصيات في قطاع التكنولوجيا عالميًا، متفوقًا على جيف بيزوس ومارك زوكربيرغ بحسب أحدث بيانات بلومبرغ.
ويؤكد خبراء الاقتصاد أن ثروات مليارديرات التكنولوجيا تتأثر بشدة بتقلبات الأسهم وحركة الأسواق العالمية، خصوصًا في ظل تركيزهم على الشركات القائمة على الابتكار والتوسع السريع في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.
ويرى محللون أن ما حدث لإليسون يبرز الطبيعة المتقلبة للثروات الضخمة المرتبطة بالشركات التقنية، حيث يمكن أن يتغير ترتيب أغنياء العالم بين عشية وضحاها استجابة لنتائج الأعمال وتحركات الأسهم في الأسواق العالمية.
