كيف تهدد روبوتات الدردشة بيئة العمل وروح الفريق؟
في تحول واضح في بيئة العمل الحديثة، بدأ الموظفون بالاعتماد بشكل متزايد على روبوتات الدردشة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، للحصول على التوجيه والمشورة وحتى النقاشات اليومية، بدلاً من التفاعل مع زملائهم البشر.
استخدام الذكاء الاصطناعي في أماكن العمل
ويشير خبراء إلى أن هذا الاتجاه يعزز الإنتاجية؛ ولكنه في الوقت نفسه يزيد من الشعور بالوحدة وفقدان العلاقات التي كانت تؤدي سابقًا إلى إنجازات جماعية بارزة.
وأظهر استطلاع أجرته منصة Upwork، أن 64% من الموظفين الذين لاحظوا زيادة في إنتاجيتهم بفضل الذكاء الاصطناعي، شعروا أيضًا بأن علاقتهم مع الروبوتات أفضل من علاقتهم بزملائهم في العمل.
ويستخدم الموظفون روبوتات مثل جيميناي وكلاود لطرح الأسئلة التي كانت تُوجَّه سابقًا للزملاء والمديرين، وهو ما يخلق شعورًا متزايدًا بالعزلة رغم كفاءة الأداء.
وفي هذا الصدد، يقول نيل ريبلي مسؤول الاتصالات في إحدى شركات التقنية: "جيميناي يعمل كزميل مثالي، لا يتأخر في الرد ولا يحكم عليك، ولا يثرثر عن أسئلة بسيطة؛ لكنه يغيب عن تقديم التحدي الإبداعي الذي يوفره البشر".
ومن جانبها، تحذر كيلي موناهان خبيرة بيئة العمل، أن هذا الاعتماد على الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى مؤسسات متشرذمة على المدى الطويل، رغم الكفاءة الفورية.
ورغم ذلك، ترى إدويج ساكو من KPMG، أن الروبوتات يمكن أن تكمل التواصل البشري، خاصة في التحضير لتقييمات الأداء أو التمرن على النقاشات المهنية، لكنها لا تستطيع تعويض التفاعل الإنساني العميق.
وتظهر هذه التوجهات تحديًا جديدًا في عالم العمل: كيف يمكن الجمع بين الذكاء الاصطناعي وزملاء العمل البشر لتحقيق الابتكار والتعاون دون التضحية بالجوانب الاجتماعية والعاطفية التي تشكل روح الفريق.
ويذكر أن روبوتات الدردشة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي هي برامج حاسوبية قادرة على التفاعل مع المستخدمين من خلال المحادثة النصية أو الصوتية بطريقة تشبه التفاعل البشري.
وتعتمد هذه الروبوتات على تقنيات متقدمة مثل معالجة اللغة الطبيعية والتعلّم الآلي لفهم الأسئلة، وتقديم الإجابات، والمساعدة في حل المشكلات بشكل ذكي وسريع.
وتُستخدم هذه التقنيات في مجالات متعددة، من بينها دعم العملاء، والتعليم، والمساعدة المكتبية، وحتى الترفيه والتفاعل الاجتماعي، لتسهيل الوصول إلى المعلومات وتنفيذ المهام بكفاءة عالية.
ورغم ذلك، لا يمكن لروبوتات الدردشة أن تحل محل التفاعل البشري الكامل، فهي تكمل دور الإنسان لكنها لا تستطيع بناء العلاقات الاجتماعية أو فهم المشاعر البشرية بشكل كامل.
