طالب أمريكي يبتكر نسخة حديثة من التشيلو بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد

تمكن الطالب الأمريكي إليجاه لي (Elijah Lee)، المتخصص في الهندسة الطبية الحيوية بجامعة ييل، من تحويل مشروع طلابي بسيط إلى ابتكار ثوري في عالم الموسيقى، بعد أن صمّم آلة تشيلو مطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد، باستخدام مواد.

وحصل لي، وهو الشريك المؤسس لشركة (Forte3D)، على صفقة استثمارية ضخمة بقيمة 250 ألف دولار أمريكي من سيدة الأعمال لوري غرينر مقابل 16 بالمئة من أسهم الشركة، خلال مشاركته في برنامج ريادة الأعمال الشهير "شارك تانك".

وقال لي إن أبرز ما تعلمه في جامعة ييل هو "القدرة على التجريب السريع والتطوير المستمر"، مؤكدًا أن المثابرة وتحسين الأفكار باستمرار كانت سر نجاح المشروع الذي بدأه وهو في المرحلة الثانوية.

مواصفات التشيلو المطبوع  بتقنية ثلاثية الأبعاد

يعتمد تصميم التشيلو المطوّر على مزيج من التكنولوجيا الحديثة واللمسة الحرفية الكلاسيكية، إذ تُصنع الأجزاء الأمامية والخلفية من ألواح من الفيبر الكربوني، بينما يتم طباعة الأضلاع والعنق بتقنية ثلاثية الأبعاد. أما عناصر مثل لوحة المفاتيح والجسر، فهي خشبية للحفاظ على جودة الصوت التقليدية.

يمكن طباعة التشيلو وتجميعه وضبطه خلال أقل من 24 ساعة، بفضل تصميمه الهندسي القائم على برمجيات التصميم بالحاسوب (CAD)، التي تتيح تعديل الشكل والسماكة والمواد لتحقيق صوت دقيق ومتناغم، بمستوى يضاهي الآلات الخشبية التقليدية التي تتجاوز أسعارها 5000 دولار.

تعود فكرة المشروع إلى تحدٍ وضعه معلم الأوركسترا في المدرسة الثانوية أمام إليجاه لي، بمزج شغفه بالموسيقى مع اهتمامه بالتقنية. فقرر تطوير آلة تكون أكثر صلابة وأقل تكلفة من التشيلو التقليدي، بالتعاون مع زميله ألفريد غودريتش (Alfred Goodrich)، ليؤسسا لاحقًا شركة متخصصة في تصنيع الآلات الموسيقية المطبوعة ثلاثيًّا.

وبعد ست سنوات من العمل المتواصل وتطوير مئات النماذج، تمكن الفريق من تصنيع أول آلة تشيلو مطبوعة بالكامل في قطعة واحدة، جذب تصميمها اهتمام موسيقيين عالميين مثل يو يو ما (Yo-Yo Ma) وفرقة "ذا بيانو غايز" (The Piano Guys)، الذين أشادوا بصوتها الغني وقدرتها على تحمّل السفر وتغيرات الطقس.

توسّع مشروع فورت 3D ليشمل أيضًا تطوير آلات الكمان والفيولا والكونترباص، بهدف جعل الآلات الوترية عالية الجودة في متناول الطلبة والموسيقيين حول العالم. وقال لي في تصريحات صحفية: "الموسيقى لا يجب أن تكون حكرًا على من يستطيعون شراء آلات باهظة الثمن، بل رسالة يمكن للجميع الوصول إليها">