هل يؤدي الذكاء الاصطناعي لأزمة ديون جديدة شبيهة بـ"الدوت كوم"؟ خبراء يجيبون
حذر كبير الاقتصاديين في موديز أناليتيكس مارك زاندي، من مستويات قياسية في إصدار السندات من قبل شركات الذكاء الاصطناعي، وسط طفرة غير مسبوقة في بناء البنية التحتية الخاصة بالتقنيات الحديثة.
وأوضح زاندي أن حجم الديون التي تصدرها شركات التكنولوجيا الكبرى اليوم يفوق ما كان عليه قبل أزمة "الدوت كوم" في نهاية التسعينيات، حتى بعد احتساب التضخم.
وأكد أن هذه الشركات لا تكتفي بإعادة تمويل ديونها السابقة، بل تلجأ إلى اقتراض إضافي لتمويل توسعها.
وأضاف أن هذا السلوك قد يشكل تهديدًا محتملاً للنظام المالي إذا لم تتوافق التوقعات مع أداء الأسهم، حيث يمكن أن تتحول الديون إلى عبء ثقيل على الاقتصاد العالمي.
إصدار سندات شركات الذكاء الاصطناعي 2025
وأشار زاندي إلى أن أكبر عشر شركات في قطاع الذكاء الاصطناعي، من بينها ميتا وأمازون وإنفيديا وألفابت، ستصدر سندات تتجاوز قيمتها 120 مليار دولار خلال العام الجاري.
وأوضح أن الوضع الحالي يختلف عن فترة الدوت كوم، حيث كانت شركات الإنترنت آنذاك تعتمد على الأسهم ورأس المال المغامر أكثر من اعتمادها على الديون.
أما اليوم، فإن شركات مثل مايكروسوفت وغوغل وأمازون وميتا تفضل إصدار السندات باعتبارها الوسيلة "الأرخص والأكثر نظافة" لتمويل مشاريع البنية التحتية الضخمة، التي يُتوقع أن تستمر لعقد كامل وتبلغ قيمتها تريليونات الدولارات.
ويؤكد خبراء السوق أن هذه الشركات باتت تُعامل من قبل المستثمرين ككيانات شبه خدمية عامة، نظرًا لدورها في بناء شبكات الذكاء الاصطناعي العالمية.
مخاطر الابتكار السريع وتحديات الطاقة
ورغم التفاؤل الكبير، يحذر بعض الخبراء من أن دورة الابتكار السريعة في صناعة الشرائح الإلكترونية قد تجعل الكثير من المعدات المستخدمة في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي عرضة للتقادم قبل سداد تكاليفها.
وأوضح البروفيسور جورج كالهون من معهد ستيفنز للتكنولوجيا أن دورة تطوير الرقائق أسرع بكثير من تقنيات الاتصالات أو الألياف البصرية، مما يزيد من مخاطر فقدان القيمة التنافسية للمعدات خلال فترة قصيرة.
وأشار كالهون إلى أن شركات مثل أوبن إيه آي لا تمتلك أرباحًا كافية لتغطية استثماراتها الضخمة، مما يرفع مستوى المخاطرة.
وفي المقابل، يرى خبراء مثل شاي بولور أن التحدي الأكبر أمام نجاح طفرة الذكاء الاصطناعي يكمن في قدرة شبكة الطاقة الأمريكية على مواكبة الطلب المتزايد، محذرًا من أن بناء قدرات بمليارات الدولارات قد يتجاوز قدرة الشبكة على الاستيعاب، وهو ما قد يبطئ وتيرة التطور.
