من وحي الأحجار الكريمة.. واجهة مركز تتلألأ بالذكاء الاصطناعي في شنغهاي (صور)
صُمّم على ضفاف نهر "هوانغبو" الشهير في شنغهاي بالصين، مبنى فريد يتلألأ كقطعة ألماس داكنة، يتغير لونه وملمسه مع الضوء؛ ويشرق نهارًا ببريق لافت ثم يتحول عند الغروب إلى كتلة سوداء لامعة، بواجهة زجاجية مستوحاة من انحناءات الأحجار الكريمة.
كيف حسّن الذكاء الاصطناعي أداء المبنى؟
ولم يكن الجمال المعماري لمركز مؤتمرات "ويست بوند" نتيجة الإبداع البشري فقط، بل جاء أيضًا بتعاون مباشر مع تقنيات الذكاء الاصطناعي، ليقدّم نموذجًا معماريًا يعكس مستقبل تصميم المباني.
ويقع المركز في منطقة كانت صناعية سابقًا قبل أن تتحول إلى محور رئيسي ضمن استراتيجية الصين في قطاع الذكاء الاصطناعي.
ويضم حي "ويست بوند" اليوم برج "الذكاء الاصطناعي"، بالإضافة إلى "وادي الذكاء الاصطناعي" الذي يمتد على أكثر من 90 ألف متر مربع ويخطط لاحتضان شركات تقنية بقيمة مليارات الدولارات.
ومع تكليف شركة Skidmore, Owings & Merrill (SOM) الأمريكية بتصميم مقر المؤتمر العالمي للذكاء الاصطناعي في المنطقة، كان دمج الذكاء الاصطناعي في التصميم خطوة طبيعية.
وأوضح سكوت دانكان، شريك التصميم في الشركة، أن هدف الفريق كان إنشاء مبنى يعكس مستوى التكنولوجيا المتقدمة التي سيستضيفها، ما دفعهم إلى وضع معايير دقيقة للخوارزميات لتوليد نماذج متعددة تتوافق مع أهداف المشروع.
واستخدم الفريق عملية "التحسين متعدد الأهداف"، التي سمحت للذكاء الاصطناعي بإنتاج مئات الحلول التصميمية، حيث تم تطوير نحو 800 نموذج لكل منها معالجة مختلفة لمعايير مثل الإضاءة الطبيعية، وتوسيع المساحات، وتحسين مناظر السكان.
ورغم الكم الكبير من المقترحات التي قدمها الذكاء الاصطناعي، ظل القرار النهائي بيد المعماريين الذين اختاروا النموذج الأكثر تناسقًا وجمالًا مع البيئة المحيطة، مؤكدين أن الذكاء الاصطناعي يعزز الحس الجمالي البشري ولا يستبدله.
وأشار دانكان إلى أن هذه الأدوات وفرت أسابيع من الوقت، وقللت الهدر في المواد، وحسّنت الأداء الطاقي للمبنى، ما يجعل المبنى مثالًا بارزًا على الجمع بين الفن والتقنية.
ورغم بعض المخاوف بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل العمارة، تتزايد استفادة الشركات من هذه التقنيات في التصميم والمحاكاة، ما يشير إلى مرحلة جديدة تعتمد على توازن بين خيال الإنسان وقدرات الآلة.
ويُعد مركز "ويست بوند" اليوم مثالاً واضحًا لهذا التوجه، بعد استضافته المؤتمر العالمي للذكاء الاصطناعي قبل اكتمال بنائه، ليصبح تحفة معمارية تعكس دخول العمارة عصرًا جديدًا يشترك فيه الإنسان والذكاء الاصطناعي في قيادة الإبداع
