من يتعلم فعليًا؟ دراسة تكشف خللاً خطيرًا في تعليم الذكاء الاصطناعي
أظهرت دراسة حديثة من جامعة فورتسبورغ، أن أبحاث الذكاء الاصطناعي في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) تميل إلى التركيز على التكنولوجيا نفسها، متجاهلة التنمية الشاملة للطلاب واحتياجاتهم التعليمية الحقيقية.
وقاد الدراسة البروفيسور هانز ستيفان سيلر، رئيس قسم علم تدريس الرياضيات في جامعة يوليوس ماكسيميليان بفورتسبورغ، بمساعدة الباحثة أليسا فوك، ونُشرت النتائج في المجلة الدولية لتعليم STEM.
واستخدم الفريق تحليلاً منهجيًا لـ183 منشورًا علميًا لتقييم مدى مساهمة الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل ChatGPT، في تحسين التعليم.
وأظهرت النتائج أن معظم الأبحاث ركّزت على أداء أنظمة الذكاء الاصطناعي (35%) وتطوير أدوات جديدة (22%)، بينما تجاهلت دراسة تأثيرها المباشر على الطلاب والمعلمين.
ومن بين 139 دراسة تجريبية، ركز نصفها تقريبًا على المحتوى الذي يولده الذكاء الاصطناعي، دون تحليل أثره على التعليم الفعلي.
وأكد سيلر أن هذا التركيز الضيق قد يهمش احتياجات الطلاب للتنمية الشاملة، بما في ذلك التحفيز، التفكير النقدي، والقيم الأخلاقية.
وكشفت الدراسة أيضًا عن فجوات حرجة أخرى، منها غياب البحث عن القضايا الأخلاقية مثل التحيز وأمن البيانات، وتركيز الأبحاث بشكل كبير في دول الشمال، ما يهدد تجاهل التنوع الثقافي والسياقات التعليمية المختلفة عالميًا.
ويقترح الباحثان نموذجًا للتعاون بين المعلمين والذكاء الاصطناعي، حيث يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتفويض المهام الروتينية، بينما يبقى المعلم مسؤولًا عن المراجعة النهائية للمحتوى وتقديم الخبرة التربوية، لضمان أن يبقى التعليم مركّزًا على الإنسان وليس الآلة.
وفي سياق آخر، زادت المخاوف حول مستقبل العمل، في الفترة الأخيرة خاصة مع توقعات بعض قادة التكنولوجيا بفقدان الوظائف نتيجة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، حيث توقع إيلون ماسك أن يحل الذكاء الاصطناعي محل كافة الوظائف خلال 20 عامًا.
