هل الرجال الأذكياء أكثر استقرارًا في العلاقات العاطفية؟ دراسة تجيب
خلصت دراسة حديثة صادرة عن جامعة أوكلاند إلى أن الرجال ذوي الذكاء الأعلى يميلون إلى بناء علاقات عاطفية أكثر التزامًا واستقرارًا.
وبيّنت النتائج أن قدرتهم على حل المشكلات واكتشاف الأنماط ترتبط بسلوكيات أكثر وفاءً تجاه شركائهم.
وشملت الدراسة 202 رجلاً تربطهم علاقات مستمرة منذ ستة أشهر على الأقل، وركزت على تقييم قدراتهم في التعرف على الأنماط الرقمية المستخدمة كمؤشر لقياس مستوى الذكاء.
علاقة بين الذكاء والتحكم في العواطف
وأوضحت الدراسة أن الرجال الذين سجلوا درجات أعلى في اختبارات الذكاء كانوا أقل ميلاً للغيرة أو للجوء إلى السلوكيات المسيطرة التي تُعرف في علم النفس بـ"استراتيجيات الاحتفاظ بالشريك".
كما بيّن الباحثون أن هذه الفئة كانت أقل استخدامًا للإهانات، وأكثر قدرة على إظهار الالتزام والاستقرار العاطفي داخل العلاقة.
وأظهرت النتائج المنشورة في مجلة Personality and Individual Differences أن الرجال أصحاب الذكاء المرتفع يميلون بطبيعتهم إلى تجنب المخاطر خارج العلاقة، ما يجعل احتمال خيانتهم أو انجذابهم لعلاقات بديلة أقل بكثير.
كما سجّل هؤلاء مستويات أدنى من السمات المرتبطة بالميول السيكوباتية، وهو ما يشير إلى توافق نفسي يساعد على ترسيخ الإخلاص والاستقرار العاطفي.
وأوضح الباحث الرئيسي، عالم البيانات والعلوم الاجتماعية غافن فانس (Gavin Vance)، أن الذكاء ليس العامل الوحيد في نجاح العلاقات، لكنه يرتبط بقدرات عقلية تشجع على الانضباط العاطفي وضبط النفس.
وبيّن أن الدراسة لا تثبت علاقة سببية مباشرة بين الذكاء والإخلاص، لكنها تكشف أنماطًا نفسية تستحق المزيد من البحث.
وفي دراسة مشابهة أجرتها جامعة سيدني في وقت سابق هذا العام، تبيّن أن الأزواج الذين يتمتع الرجال منهم بذكاء عاطفي مرتفع يعيشون علاقات أكثر استقرارًا وسعادة، بفضل ارتفاع مستويات الثقة والقدرة على حل الخلافات بشكل صحي.
وتجمع الدراستان على أن الذكاء — بمختلف أنواعه — قد يمثل عاملاً مؤثرًا في نجاح العلاقات العاطفية واستمرارها، وقد يشكل معيارًا أعمق عند اختيار الشريك المناسب.
