كشفت دراسة علمية حديثة أجرتها جامعتا برمنغهام وأكسفورد بالتعاون مع مؤسسة برمنغهام وسوليهل للصحة العقلية التابعة لهيئة الخدمات الصحية البريطانية، أن أكسيد النيتروز المعروف بـ“غاز الضحك ”ويستخدم بشكل شائع كمسكن للألم، قد يشكل علاجًا سريع المفعول لعدد كبير من مرضى الاكتئاب، خاصة أولئك الذين لم يستجيبوا للعلاجات الدوائية التقليدية.
استخدام الغاز في علاج الاكتئاب
وشملت الدراسة تحليل سبع تجارب سريرية وأربع أوراق بروتوكولية دولية، مركزةً على استخدام الغاز في حالات الاكتئاب الشديد والاكتئاب المقاوم للعلاج.
ويُستخدم أكسيد النيتروز طبيًا منذ عقود كمسكن للألم، وهو غاز عديم اللون يُستَنشَق داخل العيادات. ورغم حظر استخدامه الترفيهي في 2023 بسبب مخاطره عند إساءة الاستخدام، مثل نقص فيتامين B12 وتلف الأعصاب، لا يزال معتمدًا في المجالات الطبية.
المصدر: shutterstock
وتشير نتائج الدراسة إلى أن جلسة واحدة بتركيز 50% من الغاز كفيلة بتقديم انخفاض سريع وملحوظ في أعراض الاكتئاب خلال 24 ساعة فقط، بينما تمتد الفاعلية لفترات أطول عند تكرار الجرعات على مدى أسابيع.
وأوضح كيرانبريت جيل، الباحث في جامعة برمنغهام والمؤلف الأول للدراسة، أن نحو 48% من مرضى الاكتئاب لا يستجيبون لمضادات الاكتئاب التقليدية، ما يجعل الحاجة مُلحّة لخيارات علاجية جديدة.
وأضاف أن أكسيد النيتروز قد يمثل “جيلًا جديدًا من العلاجات السريعة المفعول”، نظرًا لتأثيره على مستقبلات الغلوتامات في الدماغ، بطريقة تشبه عمل الكيتامين المستخدم حاليًا في علاج الاكتئاب الحاد.
كما أشار فريق البحث إلى أن الآثار الجانبية التي ظهرت مثل الدوخة والغثيان والصداع كانت مؤقتة واختفت دون تدخل طبي، مؤكدين أن السلامة طويلة المدى تحتاج إلى دراسات إضافية.
وفي سياقٍ متصل، قال البروفيسور ديفيد نوت من إمبريال كوليدج لندن إن الحظر المفروض على الغاز كان “سياسيًا أكثر منه علميًا”، مشيرًا إلى فائدته في تهدئة التوتر وتحسين المزاج بصورة شبه فورية.
وأكد البروفيسور ستيفن مارواها، المشرف على الدراسة، أن النتائج تُعد “خطوة مهمة” نحو توفير أمل علاجي جديد لمرضى طالما عانوا من عدم فعالية العلاجات التقليدية، معتبرًا أن غاز الضحك قد يصبح قريبًا جزءًا من بروتوكولات علاج الاكتئاب الحاد.