السينما في مواجهة الذكاء الاصطناعي.. ماذا يكشف تحذير جيمس كاميرون؟
يظل جيمس كاميرون، مخرج أفلام "أفاتار"، رائدًا في استخدام تكنولوجيا المؤثرات البصرية، حيث نجح في نقل شخصيات النافي الزرقاء إلى الشاشة بطريقة غير مسبوقة عبر تقنية التقاط الأداء التي توثق حركة وتعبيرات الممثلين لتحويلها إلى شخصيات رقمية.
استخدام الذكاء الاصطناعي في السينما
مع اقتراب موعد طرح فيلمه الجديد "أفاتار: النار والرماد"، أعرب كاميرون في مقابلة مع قناة CBS "صنداي مورنينغ" عن تحفظه الكبير تجاه الذكاء الاصطناعي التوليدي، واصفًا إياه بأنه "مرعب".
وأضاف أن تقنية التقاط الأداء التي يستخدمها في أفلامه قد تُشبه الذكاء الاصطناعي من بعيد، لكنها في جوهرها "احتفال بالتعاون بين الممثل والمخرج، وليست استبدالًا للفنان".
ويستعرض المقطع المصور لعملية تصوير الفيلم أداء الممثلين داخل خزان مائي ضخم سعة 250 ألف جالون، مؤكدًا دقة التفاصيل التي يتطلبها العمل تحت الماء والتفاعل الإنساني المباشر، وهو ما يميز أسلوب كاميرون عن إنتاج شخصيات رقمية بالكامل عبر الذكاء الاصطناعي.
وأوضح المخرج الحائز على جوائز عدة: "على الجانب الآخر، يمكن للذكاء الاصطناعي المولّد ابتكار شخصية كاملة، وممثل، وأداء مسرحي من الصفر باستخدام موجّه نصي فقط، هذا النوع من التكنولوجيا مختلف تمامًا عما نفعله، ولهذا السبب أراه مرعبًا."
كاميرون يؤكد بذلك الفرق الجوهري بين تقنيته التي تعزز أداء الممثل وتحافظ على الروح الإنسانية في التمثيل، وبين أدوات الذكاء الاصطناعي القادرة على توليد محتوى رقمي مستقل، ما يثير مخاوف حول تأثيره على الفن والابتكار.
وأفاتار هي سلسلة أفلام خيال علمي ومغامرة من إخراج جيمس كاميرون، بدأتها أولى أجزاء الفيلم عام 2009 بعنوان أفاتار، و تدور القصة حول كوكب باندورا، وهو عالم خيالي غني بالغابات الكثيفة والكائنات الغريبة، حيث يعيش شعب النافي الأزرق. الفيلم يركز على الصراع بين الإنسان، الذي يسعى لاستغلال الموارد الطبيعية، وسكان باندورا الأصليين.
تميز الفيلم باستخدام تقنيات متقدمة في المؤثرات البصرية والتصوير ثلاثي الأبعاد، وخاصة تقنية التقاط الأداء الحي التي تنقل حركات وتعابير الممثلين إلى الشخصيات الرقمية بدقة مذهلة.
نجاح الجزء الأول حقق إيرادات عالمية ضخمة وأحدث ثورة في صناعة السينما البصرية.
أثار الفيلم اهتمام المخرجين والجمهور على حد سواء بأسلوبه في الدمج بين الأداء البشري والرسوم المتحركة الرقمية، ما جعله أحد أهم الأمثلة على التطور التكنولوجي في صناعة الأفلام الحديثة.
حالياً، تستعد السلسلة لإطلاق الجزء الجديد بعنوان أفاتار: النار والرماد، مع توقعات بإحداث نقلة جديدة في استخدام التقنيات السينمائية.
