هل تتغير أحلامنا مع التقدم في العمر؟ دراسة تكشف التفاصيل
في تطور لافت على فهم نشاط الدماغ أثناء النوم، كشفت أبحاث حديثة أن تغير الأحلام ليس ظاهرة عشوائية، بل عملية مرتبطة بتغيرات معرفية وعاطفية تصاحب الإنسان من الطفولة حتى الشيخوخة.
ويشير العلماء إلى أن ما نراه خلال النوم يعكس إلى حد كبير تطور قدرات الدماغ، وجودة النوم، وحتى قدرتنا على تذكر الأحداث.
تفاصيل أحلام الطفولة والمراهقة
ووفقًا للدكتور جوليو برناردين من مدرسة IMT للدراسات العليا في إيطاليا، إن الأحلام تعتمد على أنظمة الدماغ المسؤولة عن الخيال والذاكرة والعاطفة، وهي أنظمة تتغير باستمرار مع العمر، ما يجعل تغير الأحلام أمرًا متوقعًا.
وتوضح أبحاث عالم النوم ديفيد فولكس، أن أحلام الأطفال غالبًا ما تكون بسيطة وتضم حيوانات وأشياء ساكنة، غير أن قدرة الطفل على فهم الحلم تؤثر في طريقة إبلاغه عنه.
ومع التقدم في المراهقة، تصبح الأحلام أكثر كثافة ووضوحًا، وتعكس ضغوط الحياة الجديدة مثل العلاقات والدراسة، بعد أن كانت في سن أصغر تميل إلى موضوعات المطاردة والسقوط والوحوش.
كيف تختلف أحلام الشخص المراهق عن البالغ؟
وفي مرحلة البلوغ، تميل الأحلام إلى الواقعية، إذ يتكرر في التقارير حلم الوصول المتأخر أو محاولة إتمام مهمة. ويؤكد الخبراء أن الجانب العدائي في الأحلام يبدأ بالتراجع، بينما تزداد تعقيداتها لتكون أقرب إلى تفاصيل الحياة اليومية.
ومع التقدم في العمر، يصبح تغير الأحلام أكثر وضوحًا، إذ يقل عدد الأحلام، وتزداد "الأحلام البيضاء" التي يشعر فيها النائم بأنه حلم لكنه لا يستعيد التفاصيل
ويرتبط هذا التغيير جزئيًا بانخفاض جودة النوم، وجزئيًا بضعف قدرة الدماغ على استرجاع الذكريات بعد الاستيقاظ.
على الجانب الآخر أشار الباحث مايكل شريدل، من معهد الصحة العقلية في ألمانيا، إلى إن ما يصل إلى العلماء ليس الحلم نفسه، بل وصف الشخص لما يعتقد أنه شاهده، ما يجعل الذاكرة عاملًا أساسيًا في تفسير اختلاف الأحلام مع العمر.
وفي نهاية الحياة، خاصة لدى مرضى الرعاية التلطيفية، يصف الكثيرون أحلامًا تتضمن لقاء الأحبة الراحلين أو الاستعداد لرحلة، وهي رؤى تمنح المرضى شعورًا بالسلام والطمأنينة، وتنسجم مع مرحلة التأمل العميق التي يعيشها الإنسان قبل الرحيل.
وفي المحصلة، يرى الباحثون أن تغير الأحلام يظل مرآة لتغير العقل والجسد، وأن كل مرحلة عمرية تحمل تجربة حلمية فريدة تعكس ما يمر به الإنسان خلال حياته.
