اكتشاف فصيلة دم "هجينة" جديدة يملكها 3 أشخاص فقط.. كيف حدث ذلك؟
شهدت تايلاند اكتشافًا نادرًا للغاية بعد أن تمكن فريق من الباحثين من جامعة "ماهيدول" العثور على فصيلة الدم الهجينة لدى ثلاثة أشخاص فقط من بين أكثر من 544 ألف عينة دم تم فحصها في أحد أكبر المستشفيات هناك.
ويعد هذا الاكتشاف مهمًا لأنه يكشف وجود أنواع دم جديدة لا تظهر بسهولة خلال الفحوصات المعتادة.
وتعتمد فصائل الدم التي يعرفها الجميع على الأنواع الأربعة الأساسية: A وB وAB وO، إضافة إلى علامة موجب أو سالب.
وتستخدم هذه الفصائل لتحديد الدم المناسب للتبرع أو نقل الدم؛ لكن العلماء يؤكدون منذ سنوات أن الدم البشري أكثر تعقيدًا بكثير مما يعرفه الناس، وأن هناك فصائل نادرة جدًا لا تظهر إلا في حالات خاصة.
كيف اكتشف الباحثون فصيلة دم جديدة؟
وخلال فحص مئات الآلاف من العينات، اكتشف الباحثون أن بعض النتائج لا تتطابق، حيث تظهر العينة وكأنها تحمل نوعين مختلفين من فصائل الدم في الوقت نفسه، وهي حالة تُعرف بعدم تطابق الفصيلة؛ ما يدفع الأطباء لإعادة الفحص والتأكد قبل إعطاء أي مريض دم مختلف، لما قد يحدثه الخطأ من خطورة على صحة المتلّقي.

ومن بين هذه العينات غير المتطابقة، وجد الفريق 3 حالات فقط تحمل فصيلة الدم الهجينة التي تبدو في الفحص وكأنها فصيلة B، ولكن تظهر فيها لمسات صغيرة تشبه فصيلة A، مما يؤدي إلى ارتباك في الاختبارات.
ماذا يعني اكتشاف فصيلة دم نادرة؟
بعد فحص الحالات الثلاث بشكل أعمق، اكتشف الباحثون وجود تغييرات نادرة في الجينات المسؤولة عن تحديد فصيلة الدم، وهي تغييرات لم تُسجَّل من قبل.
وبسبب هذه التغييرات، يظهر الدم بشكل "مختلط" بين فصيلتين، لذا وصفه الباحثون بأنه "هجيني".
ويرى العلماء أن هذا النوع من الاكتشافات هو دليل على أن فصائل الدم أكثر تنوعًا مما نعتقد، وأن هناك أنواعًا نادرة لا تظهر إلا عند إجراء فحوصات دقيقة وموسّعة.
وفي السنوات الأخيرة، اكتُشفت بالفعل فصائل جديدة في دول مختلفة، مما يشير إلى وجود عالم كامل من الفصائل غير المعروفة بعد.
وسيحسّن هذا النوع من الاكتشافات طرق فحص الدم، وضمان سلامة المرضى عند الحاجة إلى نقل دم مطابق تمامًا لفصيلتهم.
