دراسة: "الامتنان" يساعد القلب على التخلص من التوتر!
أظهرت دراسة حديثة أن ممارسة الامتنان، سواء بكتابة كلمات تقدير أو بالتفكير في الأمور الإيجابية، تساهم في تحسين قدرة القلب على التعافي من الضغوط اليومية وتعزز كفاءته في تنظيم نبضاته.
علاقة الامتنان بصحة القلب
يشير مفهوم الامتنان إلى الشعور بالتقدير للأشياء الإيجابية في الحياة، وقد ارتبط سابقاً بتحسين الحالة النفسية وتقليل التوتر، إلا أن الدراسة التي أجريت في جامعة غراتس بالنمسا كشفت أن تأثير الامتنان يمتد أيضاً إلى الجوانب الجسدية، من خلال تحسين أداء الجهاز العصبي المسؤول عن التحكم في نبضات القلب والتنفس.
ويركز البحث المنشور في مجلة The Journal of Positive Psychology، على دور "العصب المبهم"، وهو قناة رئيسية تربط الدماغ بالقلب. فعندما ينشط هذا العصب، يبطئ معدل نبضات القلب ويمنح الجسم حالة من الهدوء، أما في حالات التوتر فيُرفع هذا "التحكم" ليسمح بزيادة النبض. ويُقاس مدى صحة هذا التفاعل عبر تباين ضربات القلب، إذ يدل ارتفاعه على مرونة واستجابة صحية للجسم تجاه الضغوط.
في التجربة الأولى التي شملت 76 مشاركاً، طُلب من نصفهم كتابة رسالة شكر لشخص يشعرون تجاهه بالامتنان، بينما كتب النصف الآخر وصفاً لأثاث منازلهم. وبعد الكتابة، خضع المشاركون لاختبار توتر تمثل في أداء أغنية أمام الكاميرا مع مراقبة نشاط قلوبهم.
وأظهرت النتائج أن من كتبوا رسائل الامتنان أظهروا قدرة أسرع على التعافي بعد الموقف المسبب للتوتر، حيث انخفضت ضربات قلوبهم ثم استعادت توازنها بسرعة، ما يدل على مرونة أكبر في الاستجابة العصبية مقارنة بالمجموعة الأخرى.
التجربة الثانية التي شملت 133 شخصاً، طلبت من المشاركين تدوين ثلاثة أمور إيجابية يومياً لمدة أسبوعين، في حين ركزت المجموعة الأخرى على الأمور المرهقة فقط. وفي نهاية التجربة، أظهرت مجموعة الامتنان انخفاضاً ملحوظاً في معدل نبضاتهم أثناء الراحة، مما يشير إلى استجابة أفضل للجهاز العصبي.
ويؤكد العلماء أن تدريب النفس على التفكير الإيجابي أو الامتنان ليس مجرد ممارسة نفسية، بل يمكن اعتباره وسيلة وقائية لتحسين صحة القلب وتنظيم التفاعل مع التوتر، ليصبح الامتنان أداة فعّالة لعيش حياة أكثر توازناً وهدوءاً.
