الناجي من تيتانيك يروي لحظات رعبه قبل السقوط في الجليد (فيديو)
كشف أحد أفراد طاقم السفينة تيتانيك، وهو فرانك وينولد برنتيس، عن تفاصيل نجاته المثيرة من الكارثة الشهيرة التي وقعت عام 1912، وذلك في مقابلة نادرة أجرتها معه هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) عام 1979، قبل ثلاث سنوات من وفاته عن عمر ناهز 93 عاماً.
قصة الناجي من غرق تيتانيك
كان برنتيس يعمل مساعداً لأمين المستودع على متن السفينة خلال رحلتها الأولى، وأوضح في المقابلة أنه شعر بتوقف مفاجئ أثناء الاصطدام قائلاً: "كان الأمر أشبه بالضغط المفاجئ على مكابح السيارة، لم يكن هناك ارتطام قوي أو ضوضاء كبيرة، لكننا توقفنا فجأة". وأكد أن الفوضى عمت السفينة عندما أدرك الركاب والطاقم أن السفينة آخذة في الغرق، إذ انطلقت الصرخات، بينما اندفع الجميع نحو قوارب النجاة المحدودة.
وحين لم يعد أمامه خيار آخر، قرر برنتيس القفز من خلفية السفينة قبيل لحظاتها الأخيرة قائلاً: "كانت السفينة شبه عمودية عندما تركتها، وتمسكت بلوحة تحذيرية، ثم تركتها وسقطت في الماء، ونجوت بأعجوبة". وأضاف أن المياه كانت شديدة البرودة ومليئة بقطع الجليد العائمة.
تمكن برنتيس من بلوغ أحد قوارب النجاة، حيث وجد السيدة فرجينيا إستيل كلارك، وهي راكبة كان قد ساعدها سابقاً على ارتداء سترة النجاة، قبل أن يفقد زوجها حياته في الحادث. وقال برنتيس: "جلست بجانبها، ولفّت حولي بطانية لتحاول تدفئتي، كنت شبه متجمد". وأوضح أنه كان واحداً من سبعة فقط تم انتشالهم من المياه، بينما توفي اثنان منهم بسبب البرد القارس في تلك الليلة.
ورغم قربه الشديد من الموت، أكد برنتيس أنه لم يفكر بالموت أثناء القفز، لكنه فعل لاحقاً عندما وجد نفسه وحيداً وسط البحر قائلاً: "حينها فقط فكرت أنني سأموت، لكن سترة النجاة أنقذتني"، مشيراً إلى أنه سبح نحو الأضواء التي بدت من قوارب النجاة حتى تم انتشاله.
بعد نجاته من الغرق، واصل برنتيس العمل في البحر، حيث خدم على متن السفينة (RMS Oceanic) التي تحطمت لاحقاً في الحرب العالمية الأولى، ثم انضم إلى المهندسين الملكيين، قبل أن ينتقل إلى سلاح الدبابات الملكي. كما خدم لاحقاً على متن السفينة (RMS Olympic)، الشقيقة الكبرى لتيتانيك.
عند وفاته عام 1982، كان برنتيس ثاني آخر أفراد طاقم تيتانيك الأحياء. وبعد ثلاث سنوات من رحيله، تم العثور على حطام السفينة في قاع المحيط الأطلسي عام 1985. وعندما صدر فيلم "تيتانيك" عام 1997، ظهرت فيه مشهد قفزة من خلفية السفينة مستوحاة من روايته المؤثرة.
