مدير التسويق في ميتا: إنفاق 72 مليار دولار على الذكاء الاصطناعي "رهان محسوب"
أعلن أليكس شولتز، المدير التنفيذي للتسويق ونائب رئيس التحليلات في ميتا، أن خطة الشركة للإنفاق المكثف على الذكاء الاصطناعي خلال العام، والتي قد تبلغ 72 مليار دولار، تمثل استراتيجية جريئة لكنها ليست غير عقلانية، مؤكدًا أن المقارنة التاريخية تجعل هذا الرهان متسقًا مع طفرات تقنية كبرى سابقة.
استثمارات ميتا في الذكاء الاصطناعي
وأوضح شولتز، خلال حديث في قمة الويب بلشبونة نقلته تقارير إعلامية، أن حجم الاستثمار يبدو ضخمًا عند النظرة الأولى، لكنه يصبح متواضعًا عند وضعه في سياق فقاعات استثمارية تاريخية مثل السكك الحديدية الأمريكية في القرن التاسع عشر، معتبرًا أن الرهان "جريء لكنه ليس مجنونًا"..
وأشار شولتز إلى أن استثمارات ميتا في الذكاء الاصطناعي بدأت تُترجم إلى نتائج تشغيلية مباشرة، خصوصًا عبر تعزيز أدوات الإعلانات وخوارزميات تصنيف المحتوى، بما يدعم نمو الإيرادات ويُحسّن العائد على الإنفاق الإعلاني عبر المنصات.
وتستهدف الشركة تحقيق إيرادات قوية هذا العام فيما تحافظ على تقييم سوقي ضخم، في وقت تقود فيه تطبيقات الذكاء الاصطناعي عمليات التوصية بالمحتوى وتحسين تجربة المستخدم.
وأكد شولتز أن التحول الاستراتيجي نحو توصية محتوى "غير مرتبط" أي منشورات لا تأتي مباشرة من شبكات الأصدقاء أو الصفحات المتابعة كان محركًا رئيسيًا للحفاظ على صلة المنصات ومعدلات التفاعل، مدعومًا بخوارزميات ذكاء اصطناعي أكثر كفاءة وأسهم هذا النهج في إبقاء المنصات تنافسية في سوق يعاد تشكيله بفعل المحتوى القصير والاكتشاف الخوارزمي، مع إشارات إلى نمو ملموس في الوقت الذي يقضيه المستخدمون.
تجربة Vibes
وتطرّق إلى تجربة "Vibes"، وهي خلاصة بمحتوى فيديو قصير مولّد بالذكاء الاصطناعي، والتي واجهت انتقادات مبكرة على الإنترنت، لكنه قال إنها تُظهر احتفاظًا قويًا بالمستخدمين وقد تمثل "جزءًا كبيرًا من المستقبل" لتجارب المحتوى.
ولفت إلى أن نماذج توليد الفيديو تتطلب طاقة معتبرة، غير أنه استبعد سيناريوهات الأثر البيئي الكارثي من هذه التطبيقات تحديدًا، مع تأكيد بحث الشركة عن حلول مستدامة تشمل تحلية المياه والسلامة النووية ضمن نقاشات أوسع حول تأثير الذكاء الاصطناعي.
وفي قراءة اقتصادية أوسع، استند شولتز إلى تقديرات تُظهر أن الاستثمار المرتبط بالذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة لا يزال أقل من 1% من الناتج المحلي الإجمالي، مقارنةً بمستويات 2-5% التي رافقت طفرات تقنية سابقة، للدلالة على أن المساحة المتاحة للنمو لا تزال كبيرة.
وختم برؤية تفاؤلية تشير إلى قدرة الذكاء الاصطناعي على توسيع الوفرة البشرية وجعل الحياة أكثر متعة، معتبرًا الاستثمار في هذه التقنيات خيارًا أساسيًا لا كماليات.
تعكس استراتيجية ميتا في الذكاء الاصطناعي قناعة بأن تحسين الاستهداف الإعلاني واكتشاف المحتوى عبر الخوارزميات يولّد عائدات بمليارات الدولارات ويعزز الاحتفاظ بالمستخدمين. ويستند هذا التوجه إلى إعادة تصميم التجربة نحو توصيات "غير مرتبطة" مدفوعة بالذكاء الاصطناعي، بما يحافظ على تنافسية المنصات.
