كبير علماء ميتا للذكاء الاصطناعي يستعد للمغادرة لتطوير "نماذج العالم"
يستعد يان ليكون كبير علماء الذكاء الاصطناعي في شركة "ميتا"، لمغادرة منصبه خلال الأشهر المقبلة لتأسيس شركته الخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وبدأ "ليكون" بالفعل محادثات لجمع التمويل اللازم لمشروعه الجديد، الذي سيركز على تطوير ما يُعرف بـ"نماذج العالم"؛ وفقًا لما نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" نقلاً عن مصادر مطلعة.
ويُعد "ليكون" من أبرز الأسماء في مجال الذكاء الاصطناعي عالميًا، إذ يشغل منصب أستاذ في جامعة نيويورك، وباحث أول في شركة ميتا، كما حصل على جائزة تورينغ المرموقة تقديرًا لإسهاماته العلمية.
ويركز مشروع "ليكون" الجديد على تطوير "نماذج العالم"، وهي أنظمة ذكاء اصطناعي تهدف إلى بناء فهم داخلي للبيئة المحيطة بها، بحيث تتمكن من محاكاة السيناريوهات السببية والتنبؤ بالنتائج.
وتُعد هذه النماذج من أكثر الاتجاهات تقدمًا في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تعمل مختبرات وشركات رائدة مثل "ديب مايند" التابعة لشركة غوغل، وشركة "وورلد لابز" على تطويرها أيضًا.
ويأتي اهتمام "ليكون" بهذا المجال امتدادًا لأبحاثه طويلة الأمد في مختبر الأبحاث الأساسية للذكاء الاصطناعي التابع لشركة ميتا، والذي يركز على تقنيات قد تُستخدم بعد خمس إلى عشر سنوات من الآن.
تغييرات داخلية في وحدة الذكاء الاصطناعي لدى ميتا
تأتي مغادرة ليكون في وقت حساس بالنسبة لشركة ميتا، التي بدأت مؤخرًا في إعادة هيكلة وحدة الذكاء الاصطناعي لديها، بعد شعورها بأنها تتأخر عن منافسيها مثل "أوبن آيه آي" و"غوغل" و"أنثروبيك".
ووظّفت "ميتا" أكثر من 50 مهندسًا وباحثًا من شركات منافسة، لتأسيس وحدة جديدة تحت اسم "مختبرات ميتا للذكاء الخارق".
وفي يونيو الماضي، استثمرت ميتا نحو 14.3 مليار دولار في شركة "سكيل للذكاء الاصطناعي" المتخصصة في تصنيف البيانات، وعيّنت مديرها التنفيذي ألكسندر وانغ لقيادة الوحدة الجديدة.
وخلقت هذه التحركات، بحسب تقارير إعلامية، حالة من الفوضى داخل قسم الذكاء الاصطناعي، حيث عبّر بعض الموظفين الجدد عن إحباطهم من البيروقراطية، في حين تقلصت صلاحيات فريق الذكاء الاصطناعي التوليدي السابق.
يان ليكون ينتقد لاستراتيجية "ميتا" للذكاء الاصطناعي
ورغم مكانته البارزة داخل شركة ميتا، فإن أبحاث ليكون في مختبر الأبحاث الأساسية باتت أقل ظهورًا بعد قرارات الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ بإعادة هيكلة استراتيجية الذكاء الاصطناعي، خاصة بعد فشل نماذج "لاما 4" في مواكبة المنافسين.
اقرأ أيضاً ميتا تكشف عن إجراءات جديدة لحماية مستخدميها من الاحتيال
وقد عبّر "ليكون" علنًا عن شكوكه تجاه الطريقة التي يُسوّق بها الذكاء الاصطناعي حاليًا، لاسيما النماذج اللغوية الكبيرة، معتبرًا أنها لا تزال بعيدة عن تحقيق وعودها.
وفي تغريدة له، كتب ساخرًا: "يبدو لي أنه قبل أن نبدأ في التفكير بجدية حول كيفية السيطرة على أنظمة ذكاء اصطناعي أذكى منا، علينا أولًا أن نمتلك تصورًا أوليًا لتصميم نظام أذكى من قطة منزلية".
