البيتكوين يفقد بريقه مجددًا.. المؤسسات تبتعد والسوق يترقب
شهدت عملة بيتكوين تراجعًا بنسبة 0.6% لتصل إلى 102,775 دولارًا، في وقت تعاني فيه من ضعف في التدفقات الرأسمالية من المستثمرين المؤسسيين. ورغم أن العملات البديلة سجلت انتعاشًا طفيفًا، فإن بيتكوين بقيت متأخرة في الأداء، ما يعكس حالة الحذر التي تسيطر على السوق.
صناديق الاستثمار المتداولة الخاصة ببيتكوين في الولايات المتحدة سجلت تدفقات خارجة بلغت 278 مليون دولار في يوم واحد، إضافة إلى خسائر بلغت 1.2 مليار دولار خلال الأسبوع الأول من نوفمبر، وفقًا لبيانات SoSoValue.
وعلى الرغم من تسجيل تدفقات داخلة بقيمة 247 مليون دولار خلال الأيام السبعة الماضية، إلا أن هذه القيمة لا تزال ضئيلة مقارنة بالخسائر الكبيرة التي شهدتها السوق في أواخر أكتوبر وأوائل نوفمبر.
تأثير العملات الرقمية على بيتكوين
تأتي هذه التدفقات السلبية بعد انهيار تقييم سوق العملات الرقمية بقيمة 500 مليار دولار في بداية أكتوبر، ما أدى إلى تراجع ثقة المستثمرين المؤسسيين في بيتكوين.
المشترون من الشركات ومشغلو صناديق ETF انسحبوا من السوق، مما حرم بيتكوين من رأس المال اللازم لدفع الأسعار نحو الأعلى.
هذا التراجع في الدعم المؤسسي انعكس أيضًا على سلوك المتداولين الأفراد، الذين فقدوا اهتمامهم بالعملة بسبب ضعف الحركة السعرية، رغم أنها عادة ما تجذب المستثمرين المضاربين بفضل تقلباتها الحادة.
منذ بداية أكتوبر، لم تتمكن بيتكوين من تجاوز حاجز 110,000 دولار، وظلت تتداول تحت مستوى 105,000 دولار معظم أيام نوفمبر، بل إنها كسرت حاجز 100,000 دولار لفترة وجيزة في وقت سابق من الشهر.
في المقابل، سجلت العملات البديلة أداءً أفضل من بيتكوين، حيث ارتفعت إيثريوم بنسبة 2.6% لتصل إلى 3,530 دولار، وXRP بنسبة 4.8%، بينما ارتفعت كل من كاردانو وBNB بنسبة 0.9%. أما سولانا فبقيت مستقرة. من جهة أخرى، ارتفع دوجكوين بنسبة 2%، بينما تحرك رمز $TRUMP بشكل جانبي.
هذا التحسن جاء بعد توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على قانون لتمويل الحكومة حتى 30 يناير، ما أنهى أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة. إعادة فتح الحكومة عززت شهية المخاطرة جزئيًا، لكنها فتحت الباب أيضًا أمام صدور بيانات اقتصادية قد تعكس صورة قاتمة للاقتصاد الأمريكي، خاصة بعد أن قدر ترامب تكلفة الإغلاق بـ 1.5 تريليون دولار.
أسباب ضعف أداء بيتكوين رغم تحسن الأسواق
رغم انتهاء الإغلاق الحكومي الأمريكي وتحسن شهية المخاطرة في الأسواق، فإن بيتكوين لم تستفد من هذه التطورات كما فعلت العملات البديلة.
استمرار التدفقات السلبية من صناديق ETF، وتراجع ثقة المستثمرين المؤسسيين، وانخفاض اهتمام المتداولين الأفراد، كلها عوامل ساهمت في إبقاء بيتكوين تحت الضغط.
ومع استمرار تداولها تحت مستوى 105,000 دولار، تبقى بيتكوين في موقف حرج، ما يثير تساؤلات حول قدرتها على استعادة الزخم في ظل الظروف الحالية.
