هل تفقد بيتكوين بريقها؟ كبار المستثمرين يتجهون نحو صناديق ETFs
يشهد عالم العملات المشفرة تحولًا لافتًا في سلوك كبار المستثمرين، إذ كشف مارتن هيزبوك، رئيس قسم الأبحاث في منصة الخدمات المالية السحابية Uphold، أن عددًا من مليارديرات بيتكوين (BTC) بدأوا ببيع أصولهم الرقمية، وإعادة شرائها عبر صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs)، مستفيدين من مزاياها الضريبية المتقدمة.
سبب انتقال مليارديرات بيتكوين إلى استثمار آخر
في منشور على منصة X، أوضح هيزبوك أن الهدف الأساسي من عمليات البيع هو الاستفادة من الإعفاءات الضريبية التي تمنحها صناديق المؤشرات في الولايات المتحدة، موضحًا أن هذا الأسلوب "يُشرعن الثروات الرقمية ويُخفيها بشكل قانوني ضمن أطر مالية منظمة".
وقال هيزبوك: "صناديق ETFs ليست مجرد أداة استثمارية، بل وسيلة لإضفاء الشرعية على الثروات الخفية وتجنب الضرائب الكبيرة على الأرباح الرأسمالية".
I have not been asked repeatedly what I think of OG bitcoiners selling their stash. Especially because those were the people who used to say things like 1 BTC = 1 BTC or no nonsense like never sell. If I had made billions of dollars by holding BTC for 13 years, I would certainly… pic.twitter.com/j4jHMOfR6s
— Dr Martin Hiesboeck (@MHiesboeck) November 9, 2025
وأضاف هيزبوك أن كثيرًا من المستثمرين الكبار أصبحوا يعتقدون أن الثروة الحقيقية ليست البيتكوين نفسها، بل تقنية البلوك تشين التي تقف وراءها، مشيرًا إلى أن بيتكوين، رغم قيمتها العالية، فشلت في التحول إلى ملاذ آمن مثل الذهب أو وسيلة دفع عالمية.
وأوضح أن تدفق رؤوس الأموال المؤسسية إلى صناديق البيتكوين المتداولة، قد حوّل الأصل الرقمي من "أداة تحرر مالي" إلى أصل مالي تقليدي عالي المخاطر.
اقرأ أيضا: الأسواق تنتعش وبيتكوين تتراجع.. لماذا يتجاهل المستثمرون العملات الرقمية؟
سبب فقدان بيتكوين جاذبيتها
لفت هيزبوك إلى أن معدل النمو السنوي المركب للبيتكوين يشهد انخفاضًا مستمرًا، ما يعكس تباطؤًا في وتيرة صعودها التاريخي، وأضاف أن هذا الاتجاه يُجبر مستثمري العملات المشفرة على البحث عن فرص في مشاريع ناشئة أخرى، خاصة تلك المبنية على سلاسل أكثر مرونة وسرعة مثل سولانا وأفالانش وسوي.
وكتب هيزبوك: "العديد من مستثمري بيتكوين الأصليين بدأوا يُدركون أن التمسك المتعصب بالبيتكوين كان مرحلة مراهقة فكرية، واليوم، يبحثون عن حلول أكثر تطورًا".
انتقد هيزبوك ما وصفه بـ"تطرف مجتمع البيتكوين"، مشيرًا إلى أن ما يُعرف بـ"الماكسيز"، أو أنصار بيتكوين المتشددين، ابتكروا مصطلح "العملات البديلة" لتقليل شأن المشاريع الأخرى في السوق، لكنه أكد أن هذه النزعة بدأت تتلاشى مع انفتاح المستثمرين على تقنيات جديدة تقدم حلولًا أسرع وأكثر كفاءة.
ويختتم هيزبوك بالقول: "البيتكوين لم تمت، لكنها أصبحت ناضجة. والمستثمرون الأذكياء يعرفون أن المرحلة التالية من الثورة تكمن في النظام المالي القائم على البلوك تشين، لا في أصلٍ واحدٍ بعينه".
