الأسواق تنتعش وبيتكوين تتراجع.. لماذا يتجاهل المستثمرون العملات الرقمية؟
سجلت بيتكوين انخفاضًا جديدًا اليوم الأربعاء بنسبة 1.8% لتصل إلى 103,344.1 دولار، بعد أن هبطت في وقت سابق من اليوم إلى 102,737.9 دولار. هذا التراجع يأتي استمرارًا للخسائر التي بدأت في أوائل نوفمبر، حين انخفضت العملة لفترة وجيزة إلى ما دون حاجز 100,000 دولار.
ورغم تحسن شهية المخاطرة في الأسواق العالمية نتيجة التطورات السياسية في الولايات المتحدة، إلا أن ذلك لم ينعكس على سوق العملات الرقمية، حيث فضّل المستثمرون التوجه نحو الأسهم.
كما تراجعت العملات البديلة الأخرى متأثرة بانخفاض بيتكوين، حيث هبطت إيثريوم بنسبة 3.14%، وسجلت XRP انخفاضًا بنسبة 3.1%، بينما خسر كاردانو 3.7% وسولانا 5.9%. أما دوجكوين فقد تراجع بنسبة 3.4%، في حين سجل رمز $TRUMP أكبر خسارة بنسبة 8.8%.
تأثير الإغلاق الأمريكي واتهامات الصين على بيتكوين
اقتربت الحكومة الأمريكية من إنهاء أطول إغلاق لها، بعد أن وافق مجلس الشيوخ يوم الإثنين على مشروع قانون لتمويل الحكومة حتى 30 يناير. ومن المتوقع أن يصوّت مجلس النواب لصالح المشروع يوم الأربعاء، مع إشارات إيجابية من الأغلبية الجمهورية.
بعد ذلك، يُعرض المشروع على الرئيس دونالد ترامب للتوقيع عليه. هذا التطور ساهم في رفع الأسواق المدفوعة بالمخاطر، خاصة الأسهم، لكنه لم ينعكس على بيتكوين، التي ظلت تحت ضغط بسبب ضعف الثقة في شركات الخزينة المرتبطة بها. ورغم أن إنهاء الإغلاق يُعد عاملًا إيجابيًا للأسواق، إلا أن المستثمرين في العملات الرقمية ظلوا حذرين، ما ساهم في استمرار التراجع.
في تطور لافت، اتهمت وكالة الأمن السيبراني الصينية الحكومة الأمريكية بسرقة ما يقارب 13 مليار دولار من عملة بيتكوين. الاتهام يتعلق بسرقة 127,272 وحدة بيتكوين من مجمع التعدين الصيني "لوبيان" في ديسمبر 2020، وهي واحدة من أكبر عمليات السرقة في تاريخ العملات الرقمية.
ووصفت السلطات الصينية العملية بأنها "هجوم سيبراني على مستوى الدولة" بقيادة الولايات المتحدة. هذه الاتهامات أثارت قلقًا إضافيًا في سوق العملات الرقمية، وزادت من حالة عدم اليقين التي تحيط ببيتكوين، خاصة في ظل غياب رد رسمي أمريكي حتى الآن، ما ساهم في تراجع الثقة بالسوق.
تأثير إطلاق JPM Coin على سعر بيتكوين
بدأت شركة "جي بي مورغان تشيس" هذا الأسبوع في طرح رمز الإيداع الخاص بها "JPM Coin" للمستثمرين المؤسسين، في خطوة تعكس توسع المؤسسات المالية في سوق الأصول الرقمية.
هذا الرمز يمثل ودائع بالدولار داخل البنك، ويتيح للمستخدمين إرسال واستقبال الأموال عبر شبكة بلوك تشين مرتبطة بمنصة "كوين بيس"، وفقًا لتقرير بلومبرغ.
ورغم أهمية هذه الخطوة في تعزيز حضور المؤسسات في سوق العملات الرقمية، إلا أن تأثيرها على سعر بيتكوين ظل محدودًا، حيث استمرت العملة في التراجع وسط حالة من الحذر العام في السوق.
