مليار دولار مسروقة.. جوجل تقاضي مجموعة تدير أكبر عملية احتيال عبر الرسائل النصية
في خطوة قانونية قوية، أعلنت شركة جوجل عن رفع دعوى قضائية ضد مجموعة قراصنة صينيين تُدير منصة تُسمى "لايتهاوس" (Lighthouse)، تُقدّم خدمات تصيّد احتيالي عبر الإنترنت مقابل اشتراك شهري، وتُستخدم لشن حملات احتيالية واسعة عبر الرسائل النصية والبريد الإلكتروني في مختلف أنحاء العالم.
صفحات مزيفة تحمل علامة جوجل
أوضحت جوجل أن المنصة تُتيح لعملائها إنشاء وإدارة حملات تصيّد احتيالي باستخدام واجهات احترافية تُحاكي مواقع إلكترونية حقيقية لعلامات تجارية عالمية، منها USPS وE-Z Pass وGoogle نفسها. وذكرت الشركة أنها اكتشفت 107 نموذجًا من صفحات تسجيل الدخول المزيفة تحمل علامتها التجارية صُممت لسرقة بيانات المستخدمين وكلمات المرور.
وأضافت جوجل أن نحو مليون شخص في 121 دولة وقعوا ضحية لهذه العمليات، بينما بلغت الخسائر المالية الإجمالية أكثر من مليار دولار. وفي الولايات المتحدة وحدها، سرق المحتالون بيانات ما بين 12.7 و115 مليون بطاقة ائتمان، في حين تُعدّ حيلة “الطرود العالقة” المنتحلة لاسم هيئة البريد الأمريكية (USPS) من أكثر طرق الاحتيال شيوعًا.
ما هي منصة لايتهاوس؟
بحسب الدعوى، تعمل المنصة الإجرامية بأسلوب “الاحتيال كخدمة”، حيث يدفع المستخدمون اشتراكًا شهريًا للحصول على أدوات الجريمة الرقمية الجاهزة. وتُتيح المنصة إنشاء مواقع تصيّد، وإدارة قواعد بيانات الضحايا، وتتبع معدلات النجاح في سرقة المعلومات البنكية.

وأشارت صحيفة فاينانشيال تايمز إلى أن بيانات شركة Silent Push للأمن السيبراني أظهرت أن جماعة تُدعى "Smishing Trade" استخدمت المنصة في وقت سابق من العام الجاري لإنشاء 200 ألف موقع مزيف، حصدت 50 ألف زيارة يوميًا، ما أدى إلى اختراق ملايين البطاقات المصرفية خلال 20 يومًا فقط.
تستند جوجل في قضيتها إلى قانون المنظمات المتأثرة بالابتزاز والفساد (RICO)، وقانون لانهام للعلامات التجارية، وقانون الاحتيال وإساءة استخدام الكمبيوتر. وتسعى الشركة من خلال هذه الخطوة إلى تعطيل نطاقات وخوادم الشبكة الإجرامية بالتعاون مع شركات الاتصالات ومزودي خدمات الويب.
وقال متحدث باسم الشركة إن هذه الخطوة تمثل “تصعيدًا ضروريًا” في مواجهة تصاعد عمليات التصيّد العالمية: "لن نسمح باستخدام خدمات الإنترنت للإضرار بالمستخدمين وسرقة بياناتهم. هذه الدعوى تُعدّ رسالة واضحة بأن جوجل ستُلاحق المجرمين عبر الحدود".
اقرأ أيضا: تحديث جديد: الآن في جوجل بلاي ستور يمكنك إزالة تثبيت التطبيقات عن بُعد
إلى جانب الدعوى القضائية، تدعم جوجل مجموعة من مشاريع القوانين الثنائية في الكونغرس الأمريكي تستهدف الجرائم الإلكترونية العابرة للحدود. أحد هذه المشاريع يُمكّن سلطات الولايات من استخدام التمويل الفيدرالي للتحقيق في عمليات الاحتيال المالي التي تستهدف المتقاعدين، فيما يُنشئ مشروع آخر فريق عمل وطني لمكافحة المكالمات والرسائل الاحتيالية الأجنبية.
كما يُناقش الكونغرس مشروع قانون ثالث يهدف إلى تفكيك مراكز الاحتيال الإلكترونية التي تستغل الأفراد بالإكراه وتشغلهم في عمليات تصيّد جماعية.
تأتي هذه القضية ضمن سلسلة من الخطوات التي اتخذتها جوجل مؤخرًا لحماية مستخدميها، بعد أن تصاعدت محاولات الاحتيال عبر الرسائل النصية بشكل غير مسبوق خلال عام 2025. وتشير بيانات هيئة التجارة الفيدرالية الأمريكية إلى أن هذه النوعية من الاحتيال تسببت بخسائر تتجاوز 10 مليارات دولار سنويًا.
